يعد مرض الربو القصبي من الأمراض التنفسية الشائعة التي ترافق المريض طيلة حياته، لحسن الحظ تتوفر طرق علاج عديدة للسيطرة على أعراض الربو وتجنب حدوث الهجمة في تركيا.
بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن 262 مليون شخص حول العالم يعانون من الربو حيثُ يعد الربو أشيع الأمراض المزمنة التي يتم تشخيصها عند الأطفال.
يمكن لمريض الربو أن يعيش حياته بشكل طبيعي في حال تلقيه العلاج المناسب، أما في حال الامتناع عن العلاج قد يسبب الربو أعراض ومضاعفات تُؤثر على حياة المريض.
إن حالات الوفاة المسجلة نتيجة مضاعفات الربو قليلة ونادرة الحدوث، وغالباً ما تقتصر على حالاتْ متقدمة غير مُعالجة من مرض الربو القصبي.
ما هو الربو القصبي
هو حالة طبية تحدث نتيجة تضيق الطرق الهوائية وتورمها مما يزيد من تجمع المفرزات المخاطية ضمن مجرى التنفس والذي يؤدي إلى ظهور أعراض ناتجة عن صعوبة مرور الهواء كالسعال وضيق التنفُس.
تختلف طريقة ظهور أعراض الربو من شخص لآخر فبعض المرضى تظهر لديهم الأعراض عند القيام بنشاطات معينة كممارسة الرياضة، بينما تظهر الاعراض عند البعض الآخر على شكل هجمات (نوبات) من ضيق التنفس.
لا يوجد علاج شافي للربو لكن يُمكن السيطرة على أعراض الربو عبر تطبيق العلاج المناسب وتجنُب العوامل المحرضة لحدوث الهجمة.
عوامل الخطورة للإصابة بالربو القصبي
إن السبب الرئيسي وراء حدوث الربو ما يزال غير مفهوم بشكل واضح، لكن يوجد عدد من العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالربو عند الفرد نذكر منها:
- الحساسية: يزداد خطر الإصابة بالربو عند الأشخاص الذين يعانون من تحسس للمتغيرات البيئية المختلفة (كغبار الطلع أو فرو الحيوانات).
- الوراثة: في حال انتشار الربو ضمن العائلة يكون الفرد معرضاً لخطر الإصابة بشكل أكبر.
- الإنتانات التنفسية: خاصةً عند صغار السن حيثُ تؤثر بعض الإنتانات الفيروسية على تطور الرئتين عند الصغار مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالربو.
- العوامل البيئية: كثرة التعرض للمواد الكيميائية التي تُهيج الشعب الهوائية يزيد من خطر الإصابة بالربو وتشمل تلك المواد السموم والغازات الملوثة والتدخين بالإضافة للتعرُض المهني (كالمواد الكيميائية المستخدمة في تصفيف الشعر).
- زيادة الوزن ترفع أيضاً من خطر الإصابة بالربو.
- العرق أو التوزع الجغرافي: بحسب دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية فإن أصحاب البشرة السوداء أكثر تعرضاً للإصابة بالربو من ذوي البشرة البيضاء.
- الجنس: يصاب الأطفال الذكور بشكل أكبر من الإناث بالربو، بينما عند المراهقين والكبار فإن الإناث هم الفئة الأكثر إصابة بالربو.
اقرأ عن: علاج الربو عند الأطفال
أعراض الربو الخفيف والثقيل
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، بعض المرضى يعانون من أعراض خفيفة تظهر أثناء النوبة الربوية فقط وتزول في الفترة بين الهجمات، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض مستمرة تزداد شدة خلال الهجمة الربوية.
أما الأعراض الأخرى الثقيلة لمرض الربو هي:
- السعال (يزداد شدة بالليل)
- ضيق التنفس
- ألم بالصدر
- الوزيز (صوت يشبه الصفير ناتج عن تضيق الطرق الهوائية)
- صعوبة النوم بسبب السعال وضيق التنفس
ما هي هجمة الربو
تحدث الأزمة الربوية أو هجمة الربو عندما تتقلص العضلات الموجودة حول الطرق الهوائية التي تقوم بإفراز كميات إضافية من المخاط مما يؤدي لتضيق مجرى التنفس وظهور أعراض الربو.
خلال الهجمة يعاني المريض من ضيق بالتنفس وسعال أو وزيز، يُمكن السيطرة على الأعراض غالباً عبر تطبيق العلاج المناسب، أما في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج يجب نقل المريض للمستشفى.
غالباً تحدث الأزمة الربوية عند التعرض لعوامل محرضة تعرف بمحرضات هجمة الربو.
اقرأ المزيد حول: اضطرابات القصبة الهوائية (الرغامى) وطرق علاجها في تركيا
مُحرضات هجمة الربو
إن العوامل التي تؤهب لحدوث هجمة الربو تعرف باسم محرضات الربو، تختلف المُحرضات التي تؤهب للربو من شخص لآخر، يفيد معرفة الأشياء التي تحرض حدوث الهجمة الربوية عند المريض حتى يتم تجنبها قدر الإمكان.
من أهم محضرات ازمة الربو القصبي:
- دخان التبغ
- تلوث الهواء (أبخرة العوادم)
- التماس مع الحيوانات الأليفة
- عث الغبار
- الإصابة بعدوى أخرى (الزكام)
- التعرض لبعض المواد الكيميائية
- الجهد البدني أو التمارين الرياضية
- الأسباب العاطفية كالتوتر أو القلق
- بعض الأدوية كالأسبرين
أنواع مرض الربو القصبي
يتم تصنيف الربو تبعاً لشدة الأعراض أو للسبب الذي أدى لحدوثه، فيصنف الربو بحسب الاعراض إلى:
- الربو المتقطع: تظهر الأعراض على شكل نوبات أو هجمات ربوية وتزول الأعراض بين الهجمات.
- الربو المستمر: تبقى أعراض الربو ظاهرة في معظم الأوقات، وقد تكون الأعراض خفيفة أو متوسطة أو شديدة، بحيثُ يمكن تصنيفهم بحسب الشدة إلى أنواع عديدة.
يقسم الربو تبعاً للسبب الذي أدى لحدوثه إلى:
- الربو التحسسي: التحسُس لبعض المنبهات كغبار الطلع أو فرو الحيوانات أو أطعمة معينة يُسبب حدوث ازمة ربوية.
- الربو الغير تحسسي: تعمل عوامل أخرى غير تحسسية على تحريض حدوث الهجمة الربوية كالتمارين الرياضية أو القلق وتغيرات الجو بالإضافة للإصابة ببعض الأمراض كالزكام.
- الربو المهني: يشاهد هذا النوع عند الأشخاص من مهن تتطلب التعرض لمواد كيميائية تعمل على تحريض نوبة الربو وضيق التنفس (كعمال الدهان).
تشخيص مرض الربو القصبي
إذا كنت تشك باحتمال إصابتك أو إصابة طفلك بالربو راجع طبيب الصدرية المختص الذي يقوم بأخذ تاريخك الطبي بشكل مفصل بالإضافة إلى سؤالك عن وجود إصابة بالربو ضمن العائلة.
يسأل الطبيب عن وجود سوابق تحسسية أو أمراض صدرية سابقة ليقوم بعدها بطلب اختبار وظائف الرئة spirometry والذي يعد المعيار الذهبي في التشخيص حيثُ يُظهر هذا الاختبار حجم الهواء المتدفق للرئتين خلال الشهيق والزفير.
ويمكن أن يلجأ الطبيب لاختبارات إضافية للمساعدة في تشخيص مرض الربو القصبي ونفي الأمراض الصدرية الأُخرى كصورة الصدر بالأشعة السينية.
علاج الربو
يوجد خيارات علاجية عديدة لتدبير أعراض الربو وتجنب حدوث الهجمات ما أمكن، إن الخطوة الأهم بالعلاج هي الوقاية وتجنب المحرضات التي تؤهب للربو.
العلاج الدوائي
يعتمد اختيار الدواء المناسب على عوامل عديدة منها عمر المريض والأعراض التي يعاني منها بالإضافة إلى محرضات الربو، حيثُ يتم اختيار الدواء الأفضل الذي يعمل على السيطرة على أعراض الربو عند المريض.
يجب الانتباه إلى التأثيرات الجانبية لبعض أدوية الربو، فالمرضى الذين يعانون من أمراض قلبية لا يُمكن إعطائهم ناهضات بيتا التي تعمل على توسيع القصبات.
يوجد نمطين للأدوية، أدوية تهدف إلى علاج الأعراض عند حدوثها، وأدوية تعمل على الوقاية من حدوث أعراض الربو.
تعمل الأدوية الوقائية على تخفيف انتفاخ وتورم الطريق الهوائي لتجنُب أعراض الربو، بينما تعمل الادوية التي تُعطى خلال هجمة الربو على توسيع القصبات بشكل سريع لتخفيف الأعراض.
موسعات القصبات
تعمل هذه الأدوية عن طريق ارخاء العضلات حول الشعب الهوائية مما يسهل عبور الهواء عبر مجرى التنفس، وتُسهل أيضاً من حركة المخاط ضمن المسالك التنفسية عبر توسيع المسالك المتضيقة.
من الأمثلة عنها الأدوية الناهضة لمستقبلات بيتا (السالبوتامول) والتي تتميز بتأثيرها السريع في تخفيف الأعراض، تُعطى عن طريق الاستنشاق وتُحدث تأثيرها خلال دقائق قليلة.
تتميز أيضاً مضادات الكولين بتأثيرها السريع في علاج هجمة الربو، تُستخدم غالباً في علاج الداء الرئوي الانسدادي (COPD) وقد تستخدم في بعض الأحيان كعلاج للربو.
الستيروئيدات الاستنشاقية
تستعمل للوقاية من أعراض الربو عبر استخدامها بشكل منتظم يومياً، إذ تُقلل الستيروئيدات من احتمال حدوث الهجمة وتخفف من أعراض هجمة الربو في حال حدوثها.
تعمل الأدوية الستيروئيدية عند طريق تثبيط الخلايا بالرئتين والقصبات من إفراز عوامل التهابية تُسبب انتفاخ المسالك التنفسية وإفراز المخاط، يُمكن أن يتم مشاركة البخاخات الستيروئيدية مع موسعات القصبات في العلاج.
في الحالات الشديدة من هجمات الربو يُمكن إعطاء مضادات الالتهاب الستيروئيدية فموياً او عن طريق الوريد لإحداث التأثير بشكل سريع، لكن الاستعمال المديد يؤدي لتأثيرات جانبية عديدة.
معدلات الليكوترين
تستخدم للوقاية من هجمات الربو عن طريق تأثيرها على مادة الليكوترين التحسسية، تعمل هذه المادة على إحداث التهاب وانتفاخ بالمسالك التنفسية، تُعطى عن طريق الفم.
يجب الانتباه إلى بعض التأثيرات الجانبية لمعدلات الليكوترين على الحالة النفسية للمريض كالاكتئاب والهلوسة والتفكير الانتحاري، راجع الطبيب في حال شعرت بإحدى هذه الأعراض.
الثيوفيلين
تُعطى حبة واحدة يومياً عن طريق الفم حيثُ يساعد على الوقاية من الربو عبر توسيع المسالك التنفسية، لا يُستخدم كثيراً بسبب الحاجة لعمل فحوصات دموية متكررة عند استخدامه.
الأدوية البيولوجية
في الحالات الشديدة من مرض الربو القصبي التي لا تستجيب للعلاجات الأُخرى يمكن وصف هذه الأدوية، مثال عنها دواء omalizumab.
توسيع الشعب الهوائية بالحرارة
تستخدم في الحالات الشديدة عند مرضى الربو الغير مستجيبين للعلاج بالأدوية، نادراً ما يتم اللجوء إلى هذه العملية حيثُ تحتاج مراكز خاصة لإجرائها.
يقوم الطبيب بتسليط الحرارة بواسطة الكترويد كهربائي على العضلات الملساء بالمسالك التنفسية، تعمل الحرارة على تقليص حجم العضلات الملساء مما يؤدي إلى توسيع الطريق التنفسي.
تتم العملية على 3 جلسات مع فاصل 3 أسابيع بين كل جلسة، تُخفف هذه العملية من أعراض الربو عبر توسيعها لطريق التنفس.
لا يُنصح بها إلا في الحالات الشديدة المستعصية على العلاج بسبب تأثيراتها الجانبية العديدة.
كيف يعمل بخاخ الربو
هو عِبارة عن جهاز محمول باليد مثل: البخاخ البنفسجي للربو حيث يعمل على توصيل الدواء مباشرةً للرئتين، يُمكن أن يوضع بالبخاخ الأدوية الموسعة للقصبات أو الستيروئيدات أو كلاهما.
يوجد نوعين أساسيين لبخاخات الربو وهما:
- بخاخ الربو محدد الجرعة
يتم وضع علبة الدواء المضغوطة ضمن القطعة البلاستيكية للجهاز، عندما يقوم المريض بالرش فإن الجهاز يعمل على تمرير جرعة موثوقة ومحددة من الدواء المُستخدم حتى تصل لرئتين المريض
- بخاخ المسحوق الجاف
يأخذ هذا الجهاز شكل دائري ويوضع بداخله أدوية الربو التي تُعطى على شكل مسحوق جاف، لا يقوم هذه الجهاز بدفع الدواء للرئتين بل يجب على المريض أن يستنشق عبر الجهاز بقوة وثبات من أجل إدخال الدواء للرئتين بشكل جيد.
يُسمى أيضاً بخاخ الربو البنفسجي.
اقرأ حول: اضطرابات القصبة الهوائية (الرغامى) وطرق علاجها في تركيا
الوقاية من الربو
للوقاية من تفاقم أعراض الربو وإبقائها تحت السيطرة يُنصح المريض بما يلي:
- معرفة العوامل المحرضة لهجمة الربو وتجنبها
- ابتعد عن التدخين
- تجنب الأشياء التي تتحسس منها
- اتبع تعليمات الطبيب عبر أخذ الأدوية التي وصفها لك
- تعلم كيفية التصرف في حال حدوث أزمة الربو
- لا تجهد نفسك وخذ قسطاً من الراحة بين الأنشطة البدنية
- حافظ على صحتك الجسدية والنفسية
- التلقيح ضد الأمراض التي تؤدي إلى زيادة تأثير الربو كلقاح الانفلونزا ولقاح كوفيد 19
- قم بزيارة طبيب الصدرية بشكل دوري لمعرفة تطور مرض الربو لديك
إحصائيات عن مرض الربو القصبي
بحسب الجمعية الأمريكية المعنية بالأمراض التنفسية فإن 1 من كل 12 مواطن أمريكي يعاني من مشكلة الربو أي بنسبة تُقدر ب 8% من عامة المواطنين.
في عام 2016 توفي 3270 شخص بسبب المضاعفات الناتجة عن الربو في الولايات المتحدة، مُعظم حالات الوفاة كانت عند النساء بنسبة 63%.
إن التكاليف التي تتعلق بمرض الربو تُقدر بحوالي 50 مليار دولار كل سنة، تتضمن هذه التكاليف تدبير مضاعفات الربو والعلاج.
الربو أكثر شيوعاً عند النساء، بينما عند الأطفالْ يكون أشيع عند الذكور.
اقرأ المزيد عن:
تنظير الشعب الهوائية (منظار القصبات)
المصادر: