تتعدد أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء فعلى الرغم من أن الرجال هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم إلى أن الإصابة بارتفاع الضغط عند النساء ما يزال شائعاً بكثرة.
تُصاب النساء بارتفاع ضغط الدم بشكل شائع خلال فترة الحمل وتزداد فرص الإصابة مع التقدم بالعمر حيثُ تظهر اعراض ارتفاع ضغط الدم بشكل أكثر شيوعًا عند النساء بعد سن اليأس.
أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء
إن أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء كثيرة ومتنوعة ولا بُد من معرفتها بشكل جيد حتى يتم الوقاية من مضاعفات ارتفاع الضغط التي تصيب السيدات.
من الأسباب القابلة للتعديل والمُتهمة برفع الضغط عند المرأة: التدخين، السمنة، تناول حبوب منع الحمل، الإفراط في شرب الكافئين (القهوة).
إن كثرة تناول الأطعمة الحاوية على كمية كبيرة من الملح يسبب ارتفاع بالضغط، لذا ينصح دائماً بتجنب زيادة ملح الطعام للوقاية من مشاكل ارتفاع الضغط.
تلعب أيضاً الحالة النفسية دوراً هاماً في زيادة خطورة إصابة المرأة بارتفاع الضغط، حيث يصنف كل من القلق والاكتئاب ضمن عوامل الخطورة المتهمة بإحداث ارتفاع في ضغط الدم.
يوجد أسباب أخرى لا يمكن الوقاية منها تزيد من خطر ارتفاع الضغط عند النساء كفترة انقطاع الطمث أو ما يعرف بسن اليأس، حيثُ ينخفض مستوى هرمون الانوثة (الأستروجين) والذي له دور مهم بالوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
إن العوامل الوراثية تزيد من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الفرد، فوجود قصة عائلية للإصابة بارتفاع الضغط يزيد من احتمال الإصابة بفرط ضغط الدم عند الشخص.
يصنف أيضا مرض السكري ضمن أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء حيث يعد مرض السكري من الأمراض الشائعة التي تزيد من احتمال حدوث ارتفاع بالضغط بسبب فرط تجمع السكر داخل الأوعية الدموية.
في العديد من الحالات يبقى سبب ارتفاع الضغط مجهولاً ويعرف عندها بارتفاع ضغط الدم الأولي والذي يُعزى غالباً لأسباب وراثية تتعلق بطبيعة جسم الأنثى.
اما بالنسبة لارتفاع ضغط الدم الناجم عن وجود أمراض مُشخصة كفرط نشاط الغدة الدرقية أو امراض الكلى، فعندها تُعرف الحالة بِارتفاع ضغط الدم الثانوي.
يساعد معرفة السبب الذي أدى إلى الضغط المرتفع في وضع خطة العلاج المناسبة، حيثُ يوجد العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم عند النساء.
يعد ارتفاع الضغط من المشاكل الصحية شائعة الانتشار بين البالغين، فوفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الأشخاص المصابين بفرط ضغط الدم حول العالم تقدر بأكثر من مليار شخص مع قابلية الارتفاع.
أسباب ارتفاع ضغط الدم للحامل
يعد ارتِفاع ضغط الدم من الامور الشائعة التي تظهر عند الحامل ويجب أن تعطى اهتماماً خاصاً لكونها قد تؤثر على صحة الأم أو الجنين في بطنها.
ليس بالضرورة أن يؤدي ضغط الدم المرتفع للحامل إلى حدوث مُضاعفات خطيرة، لكن يُفضل إبقاء المرأة تحت المراقبة خلال فترة الحمل خشية حدوث اختلاطات تؤثر على صحتها أو على صحة الجنين داخل الرحم.
يوجد نوعين لضغط الدم المرتفع أثناء الحمل، إما إن يكون الارتفاع بالضغط موجود مسبقاً أو أنه ظهر ارتفاع الضغط مع بداية الحَمل، بمعنى آخر إما أن يكون السبب عائداً للحمل نفسه أو أن المرأة كانت تعاني من ارتفاع الضغط ثم حملت.
من بين اعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل: الصداع الشديد، الدوار، كِثرة التبول، الغثيان والاقياء، تواجد بروتين في البول، زيادة مفاجئة بالوزن، تسجيل ارتفاع ضغط الدم عدة مرات خلال قياسه.
إن تجارب الحوامل مع ارتفاع الضغط قد تختلف من امرأة لأخرى فبعض النساء تظهر لديهم أعراض إرتفاع ضغط الدم بشكل واضح بينما لا تظهر اعراض الإصابة عند البعض الآخر حتى مرحلة متأخرة.
فيما يخص أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء الحوامل فهي:
- السُمنة المفرطة
- التدخين
- الحمل للمرة الأولى
- الحمل المتعدد (التوأمي)
- تعاطي الكحول
- ضعف النشاط الحركي ونمط الحياة قليل الحركة
- كبر العمر للحامل (أكثر من 35 سنة)
- قصة عائلية لارتفاع ضغط الدم خلال الحملْ
- الإصابة بالأمراض المزمنة كالداء السكري
أسباب ارتفاع الضغط عند النساء بعد سن اليأس
تزيد قابلية النِساء للإصابة بفرط ضغط الدم بعد تجاوزهم سن النشاط التناسلي، ويكمن السبب وراء ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين مع التقدم بالعمر والذي يساهم بالوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
مع تقدم النساء بالسن تزداد فرص إصابتهن بأمراض القلب والأوعية الدموية والتي من شأنها أن تؤدي لتطوير اختلاطات تزيد من ضغط الدم لديهن.
بالإضافة لذلك فإن من أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء الكبيرات بالعمر هو زيادة مؤشر كتلة الجِسم والذي يُعد من الأسباب المؤدية لفرط ضغط الدم.
إضافةً إلى ما سبق فإن بعض النسوة قد تلجأ إلى العلاج الهرموني المعاوض بعد فترة انقطاع الطمث والذي قد يُسبب اختلاطات عديدة كارتفاع ضغط الدم.
اعراض ارتفاع ضغط الدم للنساء
معظم الاشخاص الذين يصابون بارتفاع ضغط الدم لا يشتكون من أية اعراض واضحة، لذلك تم تسمية إرتفاع ضغط الدم باسم المرض الصامت.
قد يشاهد في بعض الحالات اعراض عصبية لِارتفاع ضغط الدم ولا تكون هذه الاعراض نوعية أو موجهة لارتفاع الضَغط، نذكر أهم اعراض ارتفاع ضغط الدم عند النساء:
- الصداع الذي يشتد صباحاً
- طنين بالأذن
- عدم انتظام دقات قلب المريض
- الرعاف الأنفي المتكرر
- تغيرات بالرؤيا (كالتشويش أو الغباش)
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
يتم وضع تشخيص ارتفاع ضغط الدم عن طريق قياس الضغط بعيادة الطبيب أو بالمنزل لعدة مرات منفصلة حيثُ لا يتم وضع التشخيص النهائي إلا بعد تسجيل 2 إلى 3 قياسات مرتفعة لِضغط الدم يفصل بين كل قراءة 3 أسابيع على الأقل.
يكون ضغط الدم الطبيعي (المثالي) على الشكل الآتي: الانقباضي أقل من 120 والانبساطي أقل من 80 ملم زئبقي.
إن زيادة الضغط الانقباضي لما بين 120 إلى 139 والانبساطي إلى ما بين 80 إلى 89 ملم زئبقي يعرف بارتفاع ضغط الدم القبل مرضي أو يطلق عليه ارتفاع ضغط الدم الطفيف.
في حال تجاوز الضغط الانقباضي 140 والضغط الانبساطي 90 ملم زئبقي يدخل هنا المريض بارتفاع ضغط الدم والذي يصنف إلى عدة درجات حسب شدة الارتفاع.
كيفية علاج ارتفاع ضغط الدم عند النساء
إن السيطرة على ضغط الدم وإبقائه ضمن الحدود الطبيعية يستوجب إجراء تعديلات صحية على نمط الحياة بالإضافة إلى العلاج الدوائي الذي يُحدد من قبل الطبيب.
في حال كانت أسباب ارتفاع ضغط الدم عند النساء ثانوية كفرط نشاط الدرق يجب عندها حل مشكلة فرط النشاط من أجل تدبير الارتفاع في ضغط الدم.
اما عندما يكون ارتفاع ضغط الدم أولي (مجهول السبب) يقوم عندها الطبيب بوصف أدوية خافضة للضغط والتي لها أنواع عديدة.
يعتمد اختيار نوع الدواء على عوامل عدة منها حالة المريض الصِحية بالإضافة إلى درجة الارتفاع بِضغط الدم، لذا فإنه من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بالعلاج حتى يقوم بوصف الدواء المناسب لحالتك.
يوجد مجموعات دوائية مختلفة تستخدم في علاج فرط ضغط الدم، نذكر أهم تلك المجموعات:
المُدرات Diuretics
تستخدم عادةً كخط أولي في علاج ارتفاع ضغط الدم، تعمل عن طريق طرح الصوديوم والماء خارج الجسم بالبول مما يساهم في إخفاض الضغط الدموي.
يوجد انواع مختلفة للمدرات كالمدرات الثيازيدية ومدرات العروة بالإضافة إلى المدرات الحافظة للبوتاسيوم، يمكنك التواصل مع أطباء مركز بيمارستان لتحديد العلاج الأفضل المخصص لك.
حاصرات مستقبلات الأنجيتوتنسين (ACE) inhibitors
من الأدوية شائعة الاستخدام في علاج الضغط، يعمل عبر تثبيط مستقبلات الانجيوتنسين والتي من شأنها أن تعطل جملة الرينين-أنجيوتنسين وهي آلية يستخدمها جسم الإنسان لرفع الضغط.
من الأمثلة عن هذه الأدوية: كابتوبريل، ليزينوبريل، والعديد من الأدوية الأُخرى.
حاصرات قنوات الكالسيوم
تعمل هذه الادوية عبر إرخاء عضلات الأوعية الدموية مما يساهم في إنقاض ضغط الدم، عادةً ما تستخدم هذه المجموعة في علاج الضغط عند الكبار بالسن أو عندما لا تنفع حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.
من الأمثلة عنها: أملوديبين، ديلتازيم.
حاصرات قنوات بيتا
تعمل هذه الأدوية عن طريق تخفيض نتاج القلب وتوسيع الأوعية الدموية مما يساهم في تخفيض ضغط الدم، يجب الانتباه عند استخدام هذا الدواء كونهُ لا يناسب المرضى القلبيين بالإضافة إلى مرضى الربو.
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم عند النساء
إن الطريقة المثلى للوقاية من ارتفاع ضغط الدم عند النساء تكمن عبر إجراء تغييرات على نمط الحياة كممارسة الرياضة بانتظام وتناول حمية غذائية جيدة بالإضافة إلى إنقاص الوزن إذا كنتِ تعانين من زيادته.
تجنب التدخين وشرب الكُحول يساهم أيضاً بالوقاية من زيادة ضغط الدم عند النِساء، في حال تواجد تاريخ عائلي لإصابة أقارب الدرجة الأولى (كالأخوة) بارتفاع الضغط يُنصح عندها بمراقبة ضغط الدم عن قرب وذلك لتشخيصه بشكل باكر.
فوفقاً للدراسات فإن 1 من بين 3 أشخاص ممن يُعانون من زيادة ضغط الدم لا يعلمون بإصابتهم به، لذا فإنه يفضل قياس ضغط الدم بشكل دوري لكشفه بشكل باكر والوقاية من الاختلاطات بعيدة المدى للضغط المرتفع.
المصادر: