كسور الركبة

كسور الركبة

كسور الركبة لها أشكال ودرجات مختلفة بحسب شدة الكسر في العظام، تكون أعراض الكسر واضحة فعندما تتعرض لكسر بالركبة سوف تشعر بألم شديد وصعوبة المقدرة على الحركة.

غالباً ما تحدث كسور الركبة knee fractures بعد التعرض لحادث رضي وخاصةً حوادث الدراجات النارية أو السقوط من ارتفاع شاهق، لكن توجد بعض العوامل التي بإمكانها أن تضعف عظام الركبة لديك وتجعلها معرضة للكسور بأقل رض ممكن.

يتكون مفصل الركبة من اجتماع 3 عظام مع بعضها وهي عظم قصبة الساق، الفخذ، الرضفة (الصابونة)، قد تحدث الكسور في أحد هذه العظام أو في جميعها بآنٍ واحد، تابع معنا لتتعرف على كسور الركبة وأنواعها مع كيفية العلاج المناسب.

لمحة عن كسور الركبة

على الرغم من أن كسر الرضفة هو الأشيع بين كسور الركبة إلا أنه يشكل ما نسبته 1% فقط من كسور العظام في الجسم مما يجعله قليل الشيوع إلى حدٍ ما.

رضفة الركبة هي عبارة عن عظمة مستديرة تقع في القسم الأمامي من المفصل، تحاط بأربطة وأوتار تعمل على ربط العضلات والعظام وتأمين مجال حركة مناسب لمفصل الركبة إضافةً إلى حمايته من الإصابات.

قد تترافق كسور الركبة في بعض الحالات مع تضرر في الأربطة أو الأوتار المحيطة بالعظم نتيجة تطاير جزء من فتات العظم المنكسر وتأثيره على أجزاء المفصل الأخرى، لذلك تم تقسيم الكسور لدرجات وأنواع تبعاً لشدة الاصابة ودرجة التضرر المفصلي.

أما فيما يخص كيفية علاج الكسور فهي تعتمد على نوع وشدة الكسر، فقد يكون العلاج بسيطاً في الإصابات الطفيفة وقد تظهر الحاجة لإجراء جراحة في الإصابات الأكثر تعقيداً.

أعراض كسور الركبة

يميل كسر مفصل الركبة للكشف عن نفسه مباشرة حيث تظهر العلامات واضحة جلية على المصاب بعد التعرض للحادث أو الإصابة وأسرع ما يشعر به هو ألم الركبة الشديد بالإضافة إلى أعراض أخرى ومنها:

  • تورم وكدمات حول الركبة حتى مع وجود كسر طفيف
  • عدم القدرة على تحريك الركبة وخاصة عند محاولة الثني أو البسط
  • صعوبة المشي أو الوقوف بسبب ازدياد الألم عند تطبيق الوزن على المفصل
  • تشوه في شكل الركبة الخارجي وخاصةً بالكسور الشديدة
  • بروز العظم لخارج الجلد في حالة الكسر المفتوح لعظم صابونة الركبه
  • سماع صوت يشبه الطقطقة بالعظام

إذا لاحظت ظهور إحدى هذه الأعراض بعد تعرضك لإصابة على مستوى ركبتك قم باستشارة الطبيب بِشكل مباشر ففي غالب الأحيان لا تستغرق أعراض الكسر وقتاً طويلاً حتى تظهر بعد الحادث الرضي وبالطبع فإنه لا يمكن التأكد والجزم من وجود كسر الركبة دون طلب صور شعاعية.

أعراض كسور الركبة
أعراض كسور الركبة

أشكال كسور الركبة

كما ذكرنا سابقاً فإنه تم تقسيم كسر مفصل الركبة إلى أنواع وأشكال عدة وفقا لشدة إصابة المفصل، يساعد هذا التصنيف في اختيار طريقة العلاج المناسبة وتحديد حاجة الشخص لإجراء جراحة من عدمها.

يوجد 4 أشكال رئيسية للكسور التي تحدث بمستوى مفصل الركبه وهي:

كسور الركبة المغلقة

في الكسور المغلقة يكون الجلد فوق مكان الكسر سليماً أي أن العظم المكسور لم يتبارز عبر السطح الخارجي للجلد وجرح الإصابة لم يؤدي إلى أذية الجلد في تلك المنطقة.

هذا الشكل من الكسور علاجه أسهل وغالباً لا يترافق مع مضاعفات خطيرة.

كسور الركبة المفتوحة

يحصل في هذا النمط تضرر الجلد فوق مكان الكسر وذلك بسبب تطاير شظايا العظم المكسور وتبارزها للخارج عبر الجلد أو بسبب أن الإصابة كانت شديدة وأدت إلى حدوث تمزق بالجلد.

هذا النوع أكثر تعقيداً من الكسر المغلق وعلاجه أصعب وعادةً ما يسبب أذية في الأنسجة المجاورة للعظم ويحتاج وقتاً أطول للشفاء والإلتئام.

أنواع كسور الركبة وأشكالها
رسم يوضح أنواع كسور الركبة وأشكالها

أنواع كسور الركبة

يشير مصطلح “الشكل” إلى ما يستطيع الشخص أو الطبيب رؤيته عيانياً، بينما تكون الأنواع غير مرئية بالعين إنما تحتاج صور شعاعية لتحديدها، فمن بين أنواع كسور مفصل الركبة ما يلي:

كسر الركبة المستقر

عندما لا يتحرك العظم المنكسر خارج مكانه الطبيعي يطلق عليه كسر مستقر، بمعنى أن العظم كُسر إلا انه بقي في نفس مكانه دون أن يتحرك وهذا يعد علامة جيدة.

كسر الركبة الغير مستقر

يحدث في هذا الشكل تحرك للعظم المكسور خارج موضعه الاعتيادي بحيث تنفصل نهايتي العظم الموصولة عن بعضها، يحتاج هذا الكسر لإجراء جراحة لوصل النهايتين وإعادة العظم لشكله السابق.

كسور الركبة المفتتة

عند تعرض العظم للتحطم والتفتيت إلى 3 قطع أو أكثر يعرف عندها بالكسر المفتت، أما إذا اقتصرت القطع العظمية على قطعتين تعرف بالكسر الغير مفتت، ويوجد أيضا نوع آخر يعرف بكسر الشعرة وهي مجرد شِعر بسيط بالعظم تشاهد غالبًا عند العدائين نتيجة الإجهاد وهي نادرة وصعبة التشخيص.

تشخيص كسور الركبة

بعد معاينة الأعراض والسماع لقصة المريض وحصول اشتباه عند طبيب العظام بوجود كسر عظمي يتم إجراء الخطوات والاختبارات التالية للتأكد من التشخيص وهي:

الفحص الجسدي

فحص الركبة والبحث عن علامات الكسر يعتبر خطوة مهمة بالتشخيص، فوجود كدمات وتورم يدعم احتمال وجود كسر عظمي بالإضافة إلى قيام الفاحص بجس ومحاولة تحريك مفصل الركبة للتحري عن وجود ألم أو صعوبة بالحركة.

كدمة واسعة حول ركبة مريض تعرض لحادث سبب له كسور في الركبة
كدمة وتورم ناتجة عن وجود كسور الركبة

صورة الأشعة السينية

تساعد الصورة الشعاعية في رؤية الأنسجة ذات الكثافة العالية بالجسم كالعظام ويتم باستخدام هذه الصورة كشف وجود كسر بالعظم fracture وتحديد نوع وشدة هذا الكسر.

لا يقتصر دور تقنيات التصوير على كشف إصابات وكسور العظم بل تستخدم أيضاً لنفي وجود إصابات أُخرى مثل تمزق غضروف الركبة.

صورة أشعة سينية لكسر في عظم الرضفة وهو أشيع أنواع كسور الركبة
صورة أشعة سينية لأحد أنواع كسور الركبة وهو كسر الرضفة

كيفية علاج كسور الركبة

يوجد طرق عديدة لعلاج حالات كسور الركبة المختلفة حيث أن اختيار الطريقة الملائمة يعتمد على نوعية الكسر الحاصل وشدته، فليس بالضرورة أن يتم اللجوء للعمل الجراحي لتدبير إصابات الكسور.

العلاج الغير جراحي لكسور الركبة

في الحالات الخفيفة من الكسور المستقرة يمكن الاكتفاء باستخدام دعامة الركبة من أجل تثبيت المفصل ومنع حركته لتسهيل عملية التئام العظم وتسريعها، ويمكن أيضًا تخفيف آلام الركبه عبر استخدام الأدوية المسكنة للألم والمضادة للالتهاب كالإيبوبروفين أو عبر تطبيق الثلج على موضع الكسر.

ولا ننسى الدور المهم للراحة وتجنب تحميل وزن جسمك على الركبتين، سيخبرك طبيبك بالفترة اللازمة لملازمة السرير قبل أن تستطيع العودة للمشي مجدداً فقد تحتاج فترة راحة تقدر من 4 إلى 6 أسابيع وقد تطول هذه المدة أو تقصر بحسب شدة كسر الركبه وقد يفيد استخدام العكازات أثناء هذه الفترة.

وبالتأكيد فإن العلاج الطبيعي له دور كبير في إعادة التأهيل واستعادة القوة والاستقلالية بعد التعافي من الكسور.

علاج كسور الركبة بالجراحة

عندما تتطاير شظايا وأجزاء عظمية من مكان الكسر لخارج مكانها ويصبح العظم فاقداً لشكله الطبيعي يحدث ضعف وصعوبة في التئام الكسر بالشكل المطلوب، يحتاج الشخص في هذه الحالة لإجراء عمل جراحي من أجل إعادة وصل القطع العظمية مع بعضها للسماح بالتئام الكسر جيداً.

بالنسبة لطريقة العملية الجراحية فهي عادةً ما تجرى باستخدام البراغي أو الأسلاك لربط وثبيت نهايات العظام ببعضها بالإضافة إلى إزالة الأجزاء والشظايا الصغيرة المتطايرة من العظم.

يحاول الجراح الحفاظ على النسيج العظمي قدر الإمكان من خلال عدم استئصال أقسام كبيرة من العظم إلا عند الحاجة، وفي حال حدوث تضرر بالرباط الرضفي المحيط بالكسر يقوم الطبيب بإصلاح هذا التضرر أيضًا، اقرأ أكثر عن عملية تغيير مفصل الركبة.

التعافي بعد كسور الركبة

لا يوجد فترة تعافي ثابتة عند جميع المرضى فهي تختلف من شخص لآخر بحسب نوعية الأذية وشدتها والصحة العامة للمريض وعمره، لكن قدرت وسطياً من 3 إلى 6 أشهر في الكسور متوسطة الشدة وقد تطول في الحالات المتقدمة من الكسور.

خلال هذا الوقت يُمنع الشخص من النشاطات الجسدية التي تزيد الحمل على الركب ويخضع للعلاج الفيزيائي الذي يهدف لتحسين واستعادة قوة العضلات وتسريع الشفاء والتعافي.

قد يقدم لك الأخصائي بعض النصائح لتسريع شفاء الكسور ومنها: الحصول على كميات كافية من فيتامين د عبر التعرض لأشعة الشمس أو تناول المكملات الغذائية، تجنب التدخين لكونه يبطئ من التئام العظام.

وقد ظهرت حديثاً طريقة جديدة لتسريع تجدد الخلايا وعلاج الأمراض بالركبتين عبر حقن البلازما للركبة وهي ما تزال قيد الدراسة إلا أنها أثبتت فعاليتها في علاج العديد من مشكلات الركبتين كالخشونة والتهاب المفاصل.

وعلى ذكر التقنيات الحديثة فقد وفرت تركيا تقنية تسريع التئام العظام بالتحفيز الكهربائي والتي تُمكن المريض من العودة لحياته الطبيعية والشفاء من الكسور بشكل أسرع من المعتاد.

عوامل الخطورة للإصابة بكسر الركبة

لا شك بأن العظام الضعيفة قليلة الكثافة تكون عرضة للكسور بنسبة أكبر من العظام الصحية القوية، فمن العوامل التي تجعل العظام ضعيفة مؤهبة للكسر ما يلي:

  • التقدم بالعمر فعظام ركبة المسنين أضعف من عظام الشباب
  • مرض هشاشة العظام
  • التدخين والكحول
  • التعرض لإصابة سابقة في مفصل الركبة

ويزداد خطر حدوث كسر في إحدى الركبتين عند الأشخاص الذين يمارسون رياضات تتطلب التحامات جسدية قوية ككرة القدم أو السلة، وبالنهاية فإنه على الرغم من أن كسور الركبة قد تكون نادرة نوعاً ما إلا أنها تتطلب رعاية خاصة واستشفاء طويل الأمد، قد يترافق كسر الركبة مع ضرر بالأنسجة المحيطة كالأوتار والأربطة لذا كان لا بد من تقسيم الكسر لأنواع وأشكال عديدة لتحديد خطوات العلاج المناسبة.


المصادر:

  1. Wikipedia
  2. Johns Hopkins
  3. Orthopaedic Trauma Association

الأسئلة الشائعة

قد يترافق كسر الركبه الشديد مع مشاكل ومضاعفات عديدة حتى عند علاجه بالشكل المناسب ومنها ما يعرف باسم التهاب المفاصل التالي للإصابات الرضية Post-traumatic arthritis والذي يتظاهر بآلام شديدة، محدودية في مجال الحركة وقد يحدث أيضاً ضعف في التروية الدموية الواصلة إلى مفصل الركبة.

قد تؤدي الحوادث الشديدة إلى وقوع إصابة مباشرة في العظم مسببة كسراً فيه مثل الحادث المروري وإصابات الرياضيين، فقد يؤدي التعرض لإصابات على مستوى القدم أو الكاحل لحدوث كسر بعظام الركبة، أكثر ما يشاهد ذلك عند لاعبي كرة القدم وكرة السلة أيضًا لكونهم معرضين لحدوث الالتواء بِشكل متكرر.

غالباً ما تظهر أعراض كسر مفصل الركبة عند الشخص بعد تعرضه لإصابة أو حادث رضي فسوف يشعر مباشرة بألم مع احمرار وتورم بركبته وبالتالي يعاني من صعوبة الحركة وتشوه مظهر المفصل الخارجي.

من الصعب تحديد الفترة اللازمة لشفاء كسر مفصل الركبه وذلك لأن وقت الالتئام يعتمد على شدة إصابة العظم ومدى تضرره ولكن تتراوح المدة وسطياً 6 أسابيع وقد تصل إلى سنة كاملة بالإصابات والكسور الشديدة.

إذا كنت تخطط للعلاج في تركيا
تحدث هنا الآن

إذا كنت تخطط للعلاج في تركيا
تحدث هنا الآن

العربية