يُعَدُّ سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا حول العالم، وهو مرض ينشأ نتيجة نمو خلايا غير طبيعية في الأمعاء الغليظة أو المستقيم بشكل غير منضبط. في تركيا، يلقى هذا النوع من السرطان اهتمامًا متزايدًا ضمن برامج الفحص المبكر والعلاج المتطور، نظرًا لانتشاره الملحوظ وأثره على الصحة العامة. وتشير الدراسات إلى أن الاكتشاف المبكر يلعب دورًا محوريًا في رفع نسب الشفاء وتحسين جودة حياة المرضى، مما يجعل الفحوصات الدورية خطوة أساسية للوقاية والعلاج الناجح.
ما هو سرطان القولون والمستقيم؟
سرطان القولون والمستقيم هو أحد أنواع الأورام الخبيثة في الجهاز الهضمي، يبدأ عادةً في بطانة الأمعاء الغليظة أو المستقيم نتيجة نمو خلايا غير طبيعية بشكل غير متحكم فيه. في كثير من الحالات يتطور المرض من أورام حميدة صغيرة تُعرف بالزوائد اللحمية أو “السلائل” والتي قد تتحول مع مرور الوقت إلى أورام سرطانية إذا لم تُزال في مرحلة مبكرة.
يُقسم هذا السرطان إلى نوعين رئيسيين:
- سرطان القولون: يصيب الأجزاء المختلفة من القولون (الأمعاء الغليظة) والتي تمتد عبر البطن.
- سرطان المستقيم: يظهر في الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، أي المستقيم والجزء القريب من فتحة الشرج، مما يجعله أحيانًا أكثر تعقيدًا في العلاج نظرًا لموقعه.
كما يُعد سرطان القولون والمستقيم من السرطانات القابلة للكشف المبكر عبر الفحوصات المنتظمة مثل تنظير القولون، الأمر الذي يساعد بشكل كبير على الوقاية والعلاج الفعّال قبل أن يصل الورم إلى مراحل متقدمة. لحسن الحظ ، تبدأ معظم سرطانات القولون والمستقيم في شكل سلائل صغيرة (بوليبات) حميدة ولكنها قد تتسرطن (غدية أو مسننة). عادة ما تنمو هذه البوليبات الحميدة ببطء ولا تسبب أعراضًا حتى تصبح كبيرة أو تصيب أعضاء أخرى كالكبد و الرئة.
ماذا لو كنت أعاني من الأورام الحميدة؟
هناك مجموعة متنوعة من بوليبات القولون والمستقيم ، ولكن يُعتقد أن سرطان القولون ينشأ أساسًا من أنواع محددة كالبوليبات الغدية والمسننة حيث تعتبر سلائل سرطانية. إذا تم العثور على ورم خبيث أثناء تنظير القولون ، فعادة ما يتم إزالة البوليبات عبر المنظار، إن أمكن. كما يتم فحص البوليبات المستأصلة أثناء تنظير القولون نسيجياً لتقييمها ولتحديد ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية أو محتملة التسرطن. بناءً على عدد وحجم ونوع الأورام الحميدة السرطانية التي تم العثور عليها أثناء تنظير القولون ، سيوصي طبيبك بتنظير القولون في المستقبل للمراقبة
أعراض سرطان القولون والمستقيم
تختلف أعراض سرطان القولون والمستقيم من شخص لآخر بحسب موقع الورم ومرحلة تطوره، وقد تكون الأعراض في البداية خفيفة أو غير واضحة مما يؤخر التشخيص. ومع ذلك هناك علامات شائعة يجب الانتباه إليها، أبرزها:
- التغيير في عادات التبرز: يمكن أن يكون الإمساك ، والإسهال ، والتبرز غير الكامل ، وسلس الأمعاء – تعتبر هذه الأعراض أقل خطورة – من أعراض سرطان القولون والمستقيم الأخرى.
- نزيف شرجي أو وجود دم في البراز: أحد أكثر العلامات وضوحاً وأهمها، وغالبًا ما يلاحظ المريض آثار دم أحمر أو غامق في البراز.
- آلام البطن وانتفاخات: نتيجة وجود الورم الذي يعيق مرور البراز ويسبب تقلصات متكررة.
- فقدان الوزن غير المبرر: حيث يؤدي نمو الورم إلى استنزاف طاقة الجسم والتأثير على امتصاص العناصر الغذائية.
- فقر الدم غير المبرر
- التقيؤ
إذا واجهت أياً من هذه العلامات أو الأعراض ، فمن المهم استشارة طبيبك للتقييم.إن الكشف المبكر فرصة لاتعوض لدى مريض سرطان القولون.
أسباب سرطان القولون والمستقيم
سرطان القولون والمستقيم ينشأ عندما تصاب خلايا القولون بتغيرات (طفرات) في الحمض النووي (DNA). هذه التغيرات تجعل الخلايا تنمو وتنقسم بشكل غير منضبط وتستمر في الحياة حتى عندما يجب أن تموت بشكل طبيعي. تراكم هذه الخلايا يؤدي إلى تكوّن أورام يمكن أن تغزو الأنسجة السليمة أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم (النقائل).
الطفرات الموروثة (Germline mutations)
بعض الأشخاص يرثون جينات تزيد خطر الإصابة بالسرطان:
- متلازمة السلائل الغدية العائلية (FAP) ومتلازمة جاردنر تكون ناتجة عن طفرات في جين APC (جين كابح للأورام).
- متلازمة لينش (HNPCC) تحدث بسبب طفرات في جينات إصلاح الـDNA مثل (MLH1, MSH2, MSH6, PMS2, EPCAM).
- متلازمة بوتز-جيغرز تكون مرتبطة بتغيرات في جين STK11.
- متلازمة MAP تكون مرتبطة بجين MUTYH المسؤول عن تصحيح أخطاء DNA.
- بعض الطفرات الأخرى مثل CFTR (في التليف الكيسي) قد تزيد خطر السرطان أيضًا.
هذه المتلازمات تُكتشف عبر الفحوص الجينية، ويُنصح الأشخاص ذوو التاريخ العائلي باستشارة اختصاصي وراثة.
الطفرات المكتسبة (Somatic mutations)
معظم سرطانات القولون ليست وراثية بل تحدث خلال الحياة بسبب عوامل بيئية أو عشوائية. غالبًا تبدأ الطفرة الأولى في جين APC، ثم تتراكم طفرات إضافية في جينات أخرى مما يؤدي إلى تكاثر غير مسيطر عليه للخلايا.
عوامل خطر سرطان القولون والمستقيم
الأطباء لا يعرفون سبب حدوث معظم الحالات، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، منها:
- العمر: يزداد الخطر بعد سن 50، مع تزايد ملحوظ في الأعمار الأصغر.
- التاريخ الشخصي أو العائلي: الإصابة السابقة بالسرطان أو السلائل، أو وجود أقارب مصابين.
- الأمراض المزمنة في الأمعاء: مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون.
- المتلازمات الوراثية: مثل متلازمة لينش وFAP.
- النظام الغذائي الغربي: قليل الألياف، غني بالدهون واللحوم الحمراء والمصنّعة.
- العِرق: يُلاحظ ارتفاع نسبي في بعض الفئات (مثل ذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة).
- الخمول البدني وعدم ممارسة الرياضة
- السكري ومقاومة الإنسولين
- السمنة
- التدخين والكحول
- العلاج الإشعاعي السابق لمنطقة البطن
تشخيص سرطان القولون والمستقيم
توصي جمعية السرطان بالولايات المتحدة الأمريكية بأن يبدأ الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بالفحص المنتظم في سن 45. تشير آخر دراسة بضرورة الفحص المنتظم للأفراد ذو عوامل خطورة بشكل مبكر فإذا كان لديك تاريخ شخصي أو عائلي من البوليبات في القولون أو السرطان ، أو أمراض الأمعاء الالتهابية ، قد يلزم أن يخضع الفحص قبل سن 45. يجب أن يخضع الرجال والنساء للفحص لأن أورام القولون والسرطان يؤثران على كلا الجنسين.
ماذا لو كان لدي تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم؟
وجدت بعض الدراسات أن وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان القولون يعرضك لخطر يزيد مرتين أو ثلاث مرات عن شخص ليس لديه قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان القولون والمستقيم. يُعرَّف القريب من الدرجة الأولى بأنه أمك ووالدك وأخوك أو أختك وطفلك. يمكن أن تكون المخاطر أعلى أيضًا إذا كان لديك أشخاص آخرون في عائلتك مصابين بسرطان القولون ، حتى لو لم يكونوا أقارب من الدرجة الأولى. إن نسبة 10٪ إلى 30٪ فقط من المصابين بالمرض لديهم تاريخ عائلي للمرض.
لذا يُوصي الأطباء بإجراء فحص مبكر لسرطان القولون والمستقيم إذا كان هناك تاريخ عائلي لهذه الحالة.
كيفية تشخيص سرطان القولون والمستقيم؟
تشخيص سرطان القولون والمستقيم يعتمد على مجموعة من الإجراءات تبدأ من تقييم الأعراض والتاريخ الطبي، مرورًا بالفحوصات المخبرية والتنظيرية، وصولًا إلى وسائل التصوير الحديثة التي تحدد مرحلة المرض وانتشاره بدقة. فيما يلي أبرز طرق التشخيص:
الفحص السريري والتاريخ الطبي
يبدأ الطبيب بأخذ القصة المرضية كاملة، بما في ذلك الأعراض (مثل النزف الشرجي، تغير عادات الإخراج، فقدان الوزن غير المبرر)، والعوامل الخطرة كالتاريخ العائلي للمرض أو الإصابة بالزوائد اللحمية.
بعد ذلك يُجرى فحص سريري للبطن والمستقيم للتحقق من أي كتل أو علامات غير طبيعية.
تنظير القولون (Colonoscopy)
يُعتبر تنظير القولون الطريقة الأكثر دقة لتشخيص سرطان القولون والمستقيم. يستخدم الطبيب أنبوبًا مرنًا مزودًا بكاميرا لرؤية القولون بالكامل، ويمكن خلاله:
- إزالة السلائل (Polyps) إن وجدت.
- أخذ عينات (خزعات) من أي منطقة مشبوهة لإرسالها للفحص النسيجي.
يتطلب الإجراء تحضير الأمعاء مسبقًا، وغالبًا يُعطى المريض مهدئ أو مخدر.

اختبارات الدم (CEA)
لا يمكن لتحاليل الدم وحدها تشخيص سرطان القولون، لكنها تُساعد في:
- تعداد الدم الكامل (CBC): يكشف عن فقر الدم الناتج عن النزيف المزمن.
- اختبارات وظائف الكبد: للكشف عن انتشار محتمل للورم.
- مؤشر الورم CEA (Carcinoembryonic Antigen): قد يرتفع عند بعض مرضى سرطان القولون، ويُستخدم بشكل أكبر لمتابعة الاستجابة للعلاج أو عودة المرض.
الأشعة
تلعب وسائل التصوير دورًا مهمًا في تحديد مدى انتشار الورم:
- الأشعة المقطعية (CT): للكشف عن النقائل في الكبد أو الرئة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): خصوصًا لتقييم أورام المستقيم بدقة أكبر.
- PET-Scan: للكشف عن بؤر انتشار بعيدة في الجسم.
- الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: قد تُستخدم في بعض الحالات المبدئية أو عند الحاجة.
- حقنة شرجية (الباريوم) مزدوجة التباين: هذا فحص بالأشعة السينية للقولون والمستقيم حيث يتم إعطاء الباريوم كحقنة شرجية (من خلال المستقيم). ثم يتم نفخ الهواء في المستقيم لتوسيع القولون ، مما ينتج عنه مخطط للقولون على الأشعة السينية.

مراحل سرطان القولون والمستقيم
يمر سرطان القولون والمستقيم بعدة مراحل تحدد شدة المرض وخيارات العلاج المناسبة، ويعتمد تحديد المرحلة على حجم الورم ومدى انتشاره داخل أو خارج القولون:
- المرحلة المبكرة (الموضعية): في هذه المرحلة يكون الورم محصورًا داخل جدار القولون أو المستقيم ولم ينتشر إلى العقد اللمفاوية أو الأعضاء الأخرى. فرص الشفاء هنا مرتفعة جدًا إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا.
- المراحل المتقدمة: مع تقدم المرض قد ينتشر الورم إلى العقد اللمفاوية القريبة أو إلى أعضاء أخرى مثل الكبد أو الرئتين. كلما زاد الانتشار، قلت فرص الشفاء وأصبح العلاج أكثر تعقيدًا، حيث يتطلب غالبًا مزيجًا من الجراحة والعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

مضاعفات سرطان القولون والمستقيم
قد يؤدي سرطان القولون والمستقيم إلى عدة مضاعفات إذا لم يُكتشف مبكرًا أو لم يُعالج بشكل مناسب، وتشمل:
- انسداد الأمعاء: نمو الورم داخل القولون أو المستقيم قد يعيق مرور محتويات الأمعاء، مما يسبب ألمًا شديدًا، انتفاخًا، غثيانًا، وقيئًا، وقد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي عاجل.
- النزيف المزمن: يمكن أن يسبب الورم نزيفًا داخليًا مستمرًا يؤدي إلى فقر الدم، مما ينتج عنه إرهاق وضعف عام.
- انتقال الورم إلى أعضاء أخرى (النقائل): في الحالات المتقدمة، قد تنتقل الخلايا السرطانية إلى الكبد، الرئتين، أو أعضاء أخرى، مما يزيد من صعوبة العلاج ويؤثر على فرص الشفاء.
- انسداد الأمعاء الدقيقة أو الغليظة جزئيًا: قد يؤدي تضيق القولون الناتج عن الورم إلى مشاكل هضمية مستمرة، مثل الإمساك المزمن أو الشعور بامتلاء البطن.
- تمزق القولون: إذا أصبح الورم كبيرًا جدًا، يمكن أن يضعف جدار القولون ويؤدي إلى تمزقه، مما يشكل حالة طبية طارئة.
- تأثيرات جانبية للعلاج: الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي قد تسبب مضاعفات إضافية مثل العدوى، الإسهال المزمن، آلام البطن، أو التعب الشديد.
علاج سرطان القولون
يعتمد علاج سرطان القولون والمستقيم على مرحلة المرض، موقع الورم، وحالة المريض الصحية العامة. غالبًا ما يُستخدم مزيج من عدة طرق لتحقيق أفضل النتائج.
ما هو العلاج الكيميائي لورم القولون والمستقيم؟
يشير العلاج الكيميائي إلى الأدوية التي تقتل الخلايا السرطانية. يمكن إعطاء هذه الأدوية عن طريق الوريد عن طريق الحقن أو المضخة، أو عن طريق الفم كحبوب. يُستخدم العلاج الكيميائي في عدة حالات وفق مرحلة المرض:
- العلاج الكيميائي الأولي
- يُعطى عندما يكون سرطان القولون قد انتشر بالفعل إلى أعضاء أخرى مثل الكبد أو الرئتين.
- الهدف: تقليص حجم عقيدات الورم، تخفيف الأعراض، وإطالة عمر المريض، خاصة إذا كانت الجراحة غير قادرة على إزالة السرطان بالكامل.
- العلاج الكيميائي قبل الجراحة (Neoadjuvant Therapy)
- يُستخدم في بعض سرطانات المستقيم قبل إجراء الجراحة.
- الهدف: تقليص حجم الورم لتسهيل استئصاله، وغالبًا يُدمج مع العلاج الإشعاعي لتحقيق أفضل النتائج.
- العلاج الكيميائي المساعد (Adjuvant Therapy)
- يُعطى بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية متبقية ومنع عودة المرض.
العلاجات الموجهة والمناعية
تشمل الأجسام المضادة وحيدة النسيلة والعلاج المناعي، وهي علاجات أحدث:
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies):
- تُصنع في المختبر لاستهداف خلايا سرطان القولون مباشرة، مما يجعلها أكثر دقة وأقل آثارًا جانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.
- بعض هذه الأدوية تمنع نمو الأوعية الدموية التي تغذي الورم، مثل عامل نمو بطانة الأوعية الدموية (VEGF)، مما يبطئ نمو الورم.
- أنواع أخرى تعمل على إبطاء نمو السرطان عن طريق استهداف مستقبلات محددة على سطح خلايا الورم.
- غالبًا ما تُستخدم هذه العلاجات مع أو بعد العلاج الكيميائي للأورام المقاومة للعلاجات التقليدية.
ما هي العلاجات المناعية لسرطان القولون والمستقيم؟
الأدويةالمناعية هو طريقة حديثة لعلاج لسرطان القولون والمستقيم. الهدف من لعلاج المناعي هو تعزيز رد الفعل المناعي للمريض تجاه الخلايا السرطانية لمساعدتهم على محاربة المرض بشكل أكثر فعالية. هناك نوعان من الأدوية المناعية: الإيجابي والسلبي. يهدف العلاج المناعي النشط إلى تحفيز جهاز المناعة لدى المريض. يتم تصنيع الأجسام المضادة للمريض (خلايا الجهاز المناعي) للتعرف على مكون غير طبيعي في الخلايا السرطانية ثم قتل هذه الخلايا بشكل انتقائي. اللقاح هو مثال على العلاج المناعي الفعال ولا تزال قيد الدراسة.
يتم تصنيع منتجات العلاج المناعي السلبي في المختبر لتقليد الأجسام المضادة في الجسم. لا تحفز الأدوية العلاجية المناعية السلبية جهاز المناعة لدى المرضى لمحاربة المرض. وبدلاً من ذلك ، تستهدف هذه الأجسام المضادة التي يصنعها الإنسان مكونات معينة في خلايا سرطان القولون والمستقيم لمنع الخلايا السرطانية من الهروب من الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم.
ما هي الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي و المناعي؟
العلاج الكيميائي
تعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي التقليدي على نوع الدواء، الجرعة، مدة العلاج، وحالة المريض الصحية. نظرًا لأن الأدوية الكيميائية تستهدف الخلايا سريعة الانقسام، فإنها قد تؤثر أيضًا على الخلايا السليمة في بطانة الفم، الجهاز الهضمي، بصيلات الشعر، ونخاع العظام، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، منها:
- غثيان وقيء
- فقدان الشهية
- تساقط الشعر
- تقرحات الفم
- طفح جلدي
- إسهال
- سهولة الإصابة بالعدوى بسبب ضعف المناعة
- النزف
- الإرهاق وفقر الدم
عادةً، معظم هذه الأعراض تختفي تدريجيًا بعد توقف العلاج أو تعديل الجرعة.
العلاج المناعي
- يعتمد على تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية، وعادةً ما تكون آثاره الجانبية أقل حدة من العلاج الكيميائي التقليدي.
- قد تشمل: ردود فعل تحسسية، حمى، تعب، طفح جلدي، أو التهاب الأعضاء نتيجة تنشيط جهاز المناعة.
- معظم الأعراض يمكن التحكم بها باستخدام الأدوية الداعمة أو تعديل خطة العلاج تحت إشراف الطبيب.
الوقاية من سرطان القولون
تلعب الوقاية والفحص المبكر دورًا رئيسيًا في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وزيادة فرص الشفاء عند الاكتشاف المبكر. تشمل أهم الإجراءات:
الفحص المبكر
- يُوصى بإجراء تنظير القولون بدءًا من عمر 45 عامًا للأشخاص ذوي الخطورة المتوسطة.
- بالنسبة للأشخاص ذوي عوامل الخطر العالية، مثل وجود تاريخ عائلي للمرض أو متلازمات وراثية، يُفضل البدء بالفحص قبل سن 45.
- يساعد الفحص المبكر على اكتشاف السلائل أو الأورام قبل تطورها إلى سرطان كامل، مما يزيد فرص العلاج الناجح.
تغيير نمط الحياة
اتباع أسلوب حياة صحي يساهم بشكل كبير في الوقاية:
- تناول غذاء غني بالفواكه والخضار والحبوب الكاملة: يزود الجسم بالألياف والفيتامينات والمضادات الأكسدة التي قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
- تقليل اللحوم الحمراء والمصنّعة: مثل البايكون والسجق واللانشميت، لتقليل العوامل المرتبطة بتطور السرطان.
- الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحول: لأنهما من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما فيها القولون.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: مثل المشي أو الرياضات اليومية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع.
- الحفاظ على وزن صحي: لتقليل المخاطر المرتبطة بالسمنة والدهون الزائدة.
الأدوية الوقائية
- بعض الدراسات تشير إلى أن الأسبرين أو أدوية مشابهة قد تساعد في تقليل خطر تكون السلائل أو تطور السرطان لدى الأشخاص ذوي الخطورة العالية.
- يجب استخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبي متخصص لتجنب المخاطر المحتملة مثل نزيف المعدة أو قرحة الجهاز الهضمي.
أخيراً، يظل الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم العامل الأهم في زيادة فرص الشفاء وتقليل المضاعفات. الفحص المنتظم، خصوصًا بعد سن 45 أو لمن لديهم عوامل خطر، يمكن أن ينقذ حياة الكثيرين من خلال اكتشاف المرض في مراحله المبكرة. وللحصول على أفضل رعاية ممكنة، يُنصح بالاستعانة بمراكز متخصصة مثل مركز بيمارستان الطبي في تركيا، الذي يقدم أحدث وسائل التشخيص والعلاج لسرطان القولون والمستقيم، مع متابعة دقيقة من قبل خبراء متخصصين لضمان أفضل النتائج للمريض.
المصادر:
- American Cancer Society. (2024, January 29). What causes colorectal cancer
- MD Anderson Cancer Center. (n.d.). What is colorectal cancer? Symptoms, risk factors & treatments
- Menon, G., & Cagir, B. (2025, January). Colon cancer. StatPearls
- National Library of Medicine. (2024, March 5). Colorectal cancer. MedlinePlus
- National Cancer Institute. (2025, April 11). Colorectal cancer prevention (PDQ)