يُعد اللف داخل الأوعية الدموية من أكثر العمليات تطوراً لعلاج التمدد الوعائي الدماغي، حيث تُجرى سنوياً لأكثر من 300 ألف مريض عالمياً، وتشير الدراسات إلى أن نجاحها يتجاوز 85% في منع انفجار الأوعية الدموية مقارنة بالجراحات التقليدية، ويُفضل الأطباء هذه التقنية لما تُوفره من دقة وسرعة في التعافي، خاصة مع تزايد حالات التمدد الوعائي بنسبة 10% سنوياً.
ما هو اللف داخل الأوعية الدموية المستخدم في علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؟
تمدد الاوعية الدموية (تعرف بأمهات الدم الدماغية) هو منطقة ضعيفة في جدار الشريان تؤدي إلى تشكيل بالون أو كيس بالوعاء، حيث يكون الجدار للكيس أرق من باقي جدر الشريان ومعرض لخطر النزف بعد تجاوزها حجم معين، مؤدية إلى النزيف داخل الرأس، وإن النزف الدماغي حالة إسعافية قد تكون مميتة، ويُعرف هذا النوع من تمدد الأوعية الدموية بتمدد الأوعية الدموية توتية الشكل، أو تمدد الأوعية الدموية الكيسي، بناءً على الطريقة التي تظهر بها، إذا تمزقت أمهات الدم الدماغية تسبب نزيف في الدماغ.

تختلف أشكال تمدد الأوعية الدموية (أمهات الدم) بين التمدد الجانبي الذي يظهر كبروز على أحد جوانب الشريان، والتمدد المغزلي الذي يشمل تضخم الشريان بالكامل، ورغم عدم وجود سبب محدد للإصابة، إلا أن العوامل المؤثرة تتنوع بين العوامل الوراثية والمكتسبة، حيث تشمل العوامل الوراثية التاريخ العائلي والتشوهات الخلقية الناتجة عن الاضطرابات أثناء الحمل، أما العوامل المكتسبة فتشمل الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى متعددة الكيسات واضطرابات النسيج الضام، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم المزمن والإصابات الوعائية وتعاطي المخدرات، وفي حالات نادرة، قد تسبب الالتهابات الجرثومية في جدار الشريان حدوث هذه التمددات.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسات الحديثة تربط بين التدخين وزيادة خطر الإصابة بأمهات الدم، حيث يؤدي التدخين إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية وتسريع تلفها، وخاصة عند الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للمرض، كما وأن التوتر المستمر ونمط الحياة غير الصحي قد يساهمان في تفاقم هذه الحالة.
أعراض تمزق أمهات الدم في الدماغ
تشمل أعراض تمدد الأوعية الدموية المتمزق ما يلي:
- صداع مفاجئ شديد
- نوبات صرع
- اضطراب الكلام
- ضعف العضلات مرتبط بمكان وجود أم الدم
- ارتباك أو تغيرات في الإدراك
- تغييرات الرؤية
- قد يحدث تلف دائم في الدماغ
من يحتاج إلى عملية اللف داخل الأوعية الدموية؟
يمكن للعديد من المرضى أن يخضعوا لعملية اللف داخل الاوعية الدموية، حيث يمكن القيام بهذا الإجراء سواء كانت أمهات الدم سليمة أو ممزقة.
قد يكون المرضى الأصغر سناً والأفراد المسنون مرشحين جيدين، حيث يعتمد التحديد النهائي لما إذا كان المريض يمكن أن يخضع للف الأوعية الدموية أو يتطلب جراحة مفتوحة على حجم وشكل أمهات الدم. بعد تشخيص وجود أمهات الدم وشكلها وموقعها، وعمر المريض والأمراض المرتبطة بها يمكن وقتها لمقدمي الرعاية الصحية اختيار هذا الإجراء على الجراحة المفتوحة للمرضى الذين قد لا يتمتعون بصحة جيدة لإجراء جراحة الدماغ الكبرى.
ماذا يحدث أثناء إجراء اللف داخل الأوعية الدموية؟
يخضع المريض للعلاج باللف داخل الأوعية الدموية وفق بروتوكول طبي دقيق يبدأ بالامتناع عن الطعام والشراب في يوم العملية، ثم يتم إدخال قسطرة وريدية لتزويد الجسم بالسوائل والأدوية الضرورية قبل نقل المريض إلى غرفة الأشعة التداخلية حيث يحصل على التخدير أو التهدئة حسب حالته الصحية، وبعدها يبدأ الإجراء الفعلي بإدخال قسطرة دقيقة عبر الشريان الفخذي في أعلى الفخذ، يتم توجيهها بدقة عبر الشريان الأورطي (الأبهري) حتى تصل إلى شرايين الدماغ باستخدام التصوير بالأشعة السينية، وتشكل لحظة الحقن النقطة المحورية في العملية، حيث تتيح للفريق الطبي رؤية واضحة لأمهات الدم والشعيرات الدموية المحيطة بها.
تتم بعد ذلك مرحلة زرع الأسلاك البلاتينية الدقيقة داخل التمدد الوعائي، حيث يستمر الطبيب في إدخال ملفات إضافية حتى يتم سد التجويف بالكامل، وأخيراً تشمل المراحل النهائية فحصاً دقيقاً للشريان للتأكد من نجاح الإغلاق ومنع أي نزيف محتمل، تليها إزالة القسطرة مع تطبيق ضغط مكثف على موضع الإدخال لمنع النزيف.
تختلف فترة المراقبة بعد الإجراء حسب حالة المريض، حيث يمكن لمعظم المرضى العودة إلى منازلهم في نفس اليوم، بينما يحتاج مرضى النزف الدماغي إلى إقامة أطول قد تصل لأسابيع، وتشمل التعليمات ما بعد العملية تجنب القيادة والنشاط البدني المكثف لمدة أسبوع على الأقل، مع ضرورة المتابعة الدورية بعد شهر لتقييم النتائج.

اللف داخل الأوعية الدموية مقابل القص الجراحي
تغيرت الأساليب الجراحية عبر السنوات؛ يقوم الجراحون الآن بعمل شقوق صغيرة جداً للوصول إلى أمهات الدم، مما يقلل من الإعاقة وطول فترة الاستشفاء بالنسبة للقطع الجراحي التي تتطلب فتح الجمجمة للوصول لأم الدم.
يشير تقييم البيانات التي تم جمعها لكلا النوعين من الإجراءات إلى أن المرضى الذين يخضعون للفائف الأوعية الدموية يقيمون في المستشفى لوقت أقصر، ومضاعفات أقل، وأوقات تعافي أسرع.
ما هو وقت الشفاء بعد اللف داخل الأوعية الدموية؟
تختلف أوقات الشفاء لكل مريض حسب الحالة العامة للمريض وموقع أم الدم وما إذا كانت متمزقة، حيث أنه بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أم دم غير متمزقة والذين يخضعون للفائف داخل الأوعية الدموية قد تكون فترات التعافي قصيرة تصل إلى شهر، بينما في حالة تمزق تمدد الأوعية الدموية، قد يستغرق التعافي أسابيع إلى شهور؛ اعتمادا على كمية النزف ومدى تأذي النسج المجاورة وأيضا على منطقة الدماغ التي توجد بها أم الدم.
مضاعفات عملية لف الأوعية الدموية
هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة باللف داخل الأوعية الدموية، حيث يمكن أن تشمل هذه العملية إصابة أو تلف الشريان أو أم الدم التي يتم علاجها؛ في حالات نادرة، يمكن أن تتمزق أم الدم.

يمكن أن يحدث تشنج الأوعية الدموية، أو تضيق مفاجئ في الشريان، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ الذي يغذيه هذا الشريان، ويمكن أن تتكون جلطة دموية على القسطرة أو الملفات أثناء حقنها أو في الشريان حيث يتم تغذية القسطرة، وإذا حدث هذا يمكن أن تسبب الجلطة انسداد تدفق الدم أو السكتة الدماغية، وقد لا تبقى الملفات في مكانها أو قد لا تسد تمدد الأوعية الدموية تماماً؛ إذا حدث هذا، فقد يزداد حجم أم الدم ويكبر، قد يكون لدى المرضى رد فعل تحسسي تجاه الصبغة المستخدمة أثناء العملية. مع أي إجراء، هناك خطر الإصابة بالعدوى.
ختاماً، يظل اختيار المركز الطبي المتخصص عاملاً حاسماً في نجاح عملية اللف داخل الأوعية، حيث يقدم مركز بيمارستان الطبي أحدث التقنيات المُعتمدة عالمياً، مع فريق طبي مُدرَّب على أعلى مستوى. يُعرف المركز باتباعه بروتوكولات العلاج الدقيقة، مما يضمن للمرضى أعلى معدلات الأمان والشفاء. للاستفسار أو حجز الاستشارة، يُمكن التواصل معهم مباشرة لبدء رحلة العلاج بثقة.
المصادر:
- NHS. (2022, April 11). Brain aneurysm Treatment.
- Southard, C., Sudheendra, D., & Turley, R. K. (n.d.). Endovascular coiling.