تجرى عملية البتر لاستئصال أحد الأطراف أو جزء من الطرف لسبب طبي ما، قد يحتاج المريض لطرف صناعي بعد اجراء عملية البتر، تعرف على أهم أسبابها وكيف يتم اجراءها في تركيا.
أسباب عملية البتر
يتم اللجوء لعملية البتر كخيار علاجي أخير عند عدم توفر طرق أخرى لعلاج أحد الأسباب التالية:
- تموت الطرف لعدم إمداده بالأوكسجين الكافي.
- اختلاطات داء السكري من أشيع الأسباب التي تؤدي للبتر وخاصةً بتر القدم، يعود السبب وراء ذلك لاعتلال الشرايين السكري الذي يسبب ضعف تدفق الدم، بالإضافة للاعتلال العصبي المرافق للداء السكري الذي يسبب ضعف إحساس المريض بجروح القدم وتقرحاتها.
- الإنتانات الشديدة التي قد تنتشر لبقية الجسم في حال عدم بتر الطرف كالغانغرين.
- الإصابات الرضية الشديدة كحوادث السيارات أو الحروق.
- بعض الأورام الخبيثة المنتشرة في النسيج العضلي وعظام الطرف.
- اعتلال الشرايين المحيطية (PAD) الذي يسبب ضعف تدفق الدم عبر الشرايين إلى الأطراف.
- عضة الصقيع Forest bite تسبب أيضاً ضعف تدفق الدم وتموت بالطرف.
- الجروح الكبيرة والتقرحات التي لا تلتأم ولا تشفى.
- تشوهات الطرف التي تعيق الحركة وأداء الوظيفة.
أنواع عملية البتر
قد تجرى عملية البتر على مستوى الطرف العلوي أو الطرف السفلي أو كليهما، وقد تقتصر عملية البتر على أحد أجزاء الأطراف (يد، قدم، ساق، ساعد، اصابع).
في الواقع إن عملية البتر التي تتم على مستوى الطرف السفلي أشيع بكثير من تلك التي تتم على مستوى الطرف العلوي، فبحسب دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية فإن 3% فقط من عمليات البتر أجريت على مستوى الطرف العلوي.
- البتر على مستوى القدم أو الأصابع.
- بتر الطرف السفلي تحت مستوى الكاحل ankle disarticulation، أي بتر القدم من مفصل الكاحل للأسفل.
- البتر تحت مفصل الركبة below-knee amputation، يتم بتر الطرف السفلي تحت مفصل الركبة مباشرةً.
- البتر على مستوى مفصل الركبة knee disarticulation، يتم بتر الطرف السفلي من مفصل الركبة للأسفل.
- البتر فوق مستوى الركبة above-knee amputation، يجري بهذا النمط بتر الطرف السفلي فوق مفصل الركبة.
- البتر من مفصل الورك للأسفل hip disarticulation، يتم بتر الطرف السفلي بشكل كامل من مفصل الورك.
- البتر الكامل عبر الحوض trans-pelvic disarticulation، تشمل هذه الطريقة بتر الطرف السفلي بشكل كامل مع استئصال جزء من عظم الحوض.
- البتر على مستوى اليد أو الأصابع.
- البتر من مستوى مفصل الرسغ wrist disarticulation.
- البتر من مستوى تحت المرفق Below-the-elbow amputation, أي يتم البتر تحت مستوى المرفق مباشرةً باتجاه الأسفل.
- البتر على مستوى المرفق Elbow disarticulation، يتم بتر القسم السفلي للذراع وفصلها عن القسم العلوي، أي يتم بتر عظمي الزند والكعبرة.
- البتر فوق مستوى المرفق above-elbow amputation، يتم بتر القسم السفلي للذراع بالإضافة للمرفق وجزء من القسم العلوي للذراع حيث يجرى الشق الجراحي عبر عظم العضد.
- البتر على مستوى الكتف shoulder disarticulation، يتم بتر الذراع بشكل كامل من مستوى الكتف.
- بتر الربع الأمامي Forequarter amputation, يتم في هذا النمط بتر الطرف العلوي بشكل كامل بالإضافة لقسم من الكتف.
قبل عملية البتر
قد يتم إجراء عملية البتر بشكل إسعافي (كما في حوادث السيارات أو الحروق)، أو قد تُجرى بشكل مجدول غير إسعافي (كما في حالة اعتلال الشرايين المحيطية، الإنتان، السرطان).
في حال تم تقرير إجراء عملية البتر بشكل غير إسعافي يقوم الطبيب بفحص المريض بشكل مفصل للتأكد من أن المريض قادر على خوض هذه العملية، يتم فحص صحة الجهاز القلبي الوعائي بالإضافة للجهاز التنفسي ويتم أيضاً طلب تحاليل عامة ومراقبة نسبة الشوارد في الجسم.
يلجأ الطبيب أيضًا إلى فحص الطرف المقابل السليم، فيتم التأكد من سلامة الطرف المقابل وجاهزيته لتحمل العبئ الذي سيضاف عليه نتيجة بتر الطرف الآخر.
بعد التأكد من جاهزية المريض يقوم طبيب الجراحة العظمية بشرح طريقة إجراء عملية البتر التي تناسب حالة المريض، يتم الحفاظ على النسيج السليم قدر ما أمكن بالإضافة لإجراء العملية بشكل يمكن المريض من تركيب طرف صناعي بديل في تلك المنطقة.
يجب أن يعطى الجانب النفسي عناية خاصة، فخسارة الطرف بشكل نهائي ليس بالأمر السهل على المريض وقد يكون له عواقب نفسية شديدة تؤثر على حياة المريض بعد العملية.
يتم تعريف المريض قبل إجراء عملية البتر بالمعالج الفيزيائي الذي سيعمل على تقديم المساعدة للمريض بعد عملية البتر، بالإضافة لفني الأطراف الاصطناعية prosthetist الذي يعمل على تقديم المشورة للمريض في اختيار وتركيب الأطراف الصناعية التي تناسب حالته.
خلال عملية البتر
تهدف عملية البتر بشكل أساسي إلى إزالة النسيج المصاب والحفاظ على النسيج السليم قدر الإمكان.
عندما يتم اتخاذ قرار البتر يقوم الأطباء بدراسة النتائج المحتملة للعملية على قدرة المريض على تحريك الطرف والإحساس به بالإضافة للنتائج الجمالية، ففي حال تم التخطيط لتركيب طرف صناعي يعمل الأطباء على إجراء البتر بشكل يسمح للطرف الصناعي بالتوضع وأداء وظيفته بشكل جيد.
يتم تخدير المريض إما تخدير عام أو تخدير شوكي بحسب مستوى البتر، ليتم بعدها إجراء الشق الجراحي وإزالة الأنسجة المتضررة عبر بتر القسم المصاب من الطرف بواسطة المشرط الجراحي.
يقوم الجراح بتنعيم مناطق العظام غير المستوية ويقوم بإغلاق الأوعية والأعصاب بشكل محكم ويعمل أيضاً على قطع العضلات وجعلها بالشكل الأمثل تمهيداً لتركيب الطرف الصناعي في مكانه، يتم بعدها تضميد مكان الجرح بضماد عقيم.
تستغرق عملية البتر حوالي 45 إلى 90 دقيقة في حال عدم وجود اختلاطات تعيق سير العملية، تعتمد فترة بقاء المريض في المستشفى بعد العملية على نوع عملية البتر التي أجريت، لكن غالباً يمكث المريض حوالي 4 إلى 14 يوم بعد العملية من أجل تقييم المريض والتأكد من عدم وجود اختلاطات أو مضاعفات ناتجة عن العمل الجراحي.
التعافي بعد عملية البتر
اليوم الأول بعد العملية هو اليوم الأصعب على المريض، فما كان بالأمس مجرد فرضيات أصبح حقيقة يجب على المريض التعايش معها لبقية حياته، فخسارة الطرف تشبه إلى حدٍ ما خسارة فرد من أفراد العائلة المقربين.
يقوم طاقم المشفى بمراقبة الجرح الناتج عن العملية ويتم تغيير الضمادات من فترة لأخرى، يتم وصف أدوية مسكنة للألم ومهدئات بعد العملية وقد يتم وصف صادات للوقاية من الإنتان، بعد العملية يزود المريض بالأوكسجين عبر القناع وتوضع أيضاً قثطرة بولية للمريض لتجنب الحاجة للذهاب للحمام كي يبقى المريض ثابتاً ويلتأم الجرح.
يعاني بعض المرضى بعد العملية من ظاهرة تدعى بالألم الوهمي، بمعنى أنه يتم الشعور بألم أو إحساس بالطرف المبتور الغير موجود أساساً، هذه الظاهرة شائعة بين المرضى بعد عملية البتر لسبب غير مفهوم تماماً.
يعتقد البعض أن سبب هذه الظاهرة يعود لأسباب نفسية، في حين أن بعض الأطباء فسروا سبب هذه الظاهرة بالاستجابة المختلطة العشوائية للدماغ بعد عملية البتر حيث يتم تنبيه الأعصاب المسؤولة عن الطرف المبتور.
يبدأ المريض بتلقي العلاج الطبيعي بعد أيام قليلة من عملية البتر وذلك لتحريك الجسم والأطراف ومنع حدوث ركودة دموية نتيجة البقاء مطولاً في السرير أثناء التعافي لتأمين التئام الجرح.
يستمر العلاج الفيزيائي بعد التئام الجرح، يساعد المعالج الفيزيائي المريض على إبقاء نطاق الحركة الطبيعية في أماكن البتر بالإضافة لتمارين التمدد stretching، يقوم أيضاً المعالج الفيزيائي بإعطاء تعليمات ونصائح بعد عملية البتر للمريض، فالعلاج الفيزيائي هو عملية تأهيل مطولة قد تستغرق عدد من الشهور وقد تصل لسنوات.
يلتأم الجرح بشكل كامل بعد العملية بحوالي 4 إلى 8 أسابيع، يوجد عوامل تأخر من التئام الجروح كوجود أمراض مزمنة كالداء السكري أو التدخين، يمكن تركيب الطرف الصناعي بعد التئام الجرح بشكل جيد، يقوم فني الأطراف الصناعية بالعمل جنباً إلى جنب مع المعالج الفيزيائي في فترة إعادة التأهيل بعد عملية البتر.
قد تستغرق مرحلة التعافي وإعادة التأهيل فترة طويلة حتى يعتاد المريض على حياته الجديدة، يتكون فريق إعادة التأهيل من المعالج الفيزيائي والطبيب الجراح بالإضافة لطبيب نفسي يساعد المريض خلال فترة التعافي، وقد ينضم إلى فريق إعادة التأهيل الكادر الطبي المسؤول عن تركيب الأطراف الصناعية في حال التخطيط لإجراء عملية تركيب الطرف بعد البتر.
مخاطر عملية البتر
لا يوجد عمل جراحي خالي تماماً من المخاطر، قد تترافق عملية البتر بمضاعفات تكون ناتجة إما عن العمل الجراحي أو بسبب تأثير بتر الطرف على الجسم نذكر بعض المضاعفات:
- الإنتان مكان الجرح
- تأخر الجرح بالالتئام والشفاء
- الخثار الوريدي (DVT) بسبب الركودة الدموية مكان بتر الطرف
- ذات الرئة (إنتان يصيب الرئتين)
- الألم الوهمي في الطرف المبتور
- مشاكل قلبية كالسكتة المفاجئة
لمحة عن الاطراف الصناعية
الأطراف الصناعية هي عبارة عن أجهزة تعمل إلى حدٍ ما على تعويض الأطراف المبتورة من الناحية الشكلية والوظيفية.
ليس كل شخص خضع لعملية بتر قادر على تركيب الأطراف الصناعية، يوجد عدد من العوامل التي تلعب دور في هذا الأمر، وجود نسيج رخو كافي من أجل وضع الطرف الصناعي أمر مهم بالإضافة لحالة المريض الصحية العامة.
تركيب الطرف الصناعي يحتم على المريض الخضوع لجلسات علاج فيزيائي مطولة، ففي حال عدم مقدرة المريض على فعل ذلك يفضل عدم وضع الطرف الصناعي.
يعتمد أيضاً قرار تركيب الاطراف الصناعية على نوع عملية البتر التي أجريت، فمثلاً البتر الذي يتم على مستوى تحت الركبة مرشح جيد لوضع أطراف صناعية على عكس البتر الذي يتم فوق مستوى الركبة، وجود مفصل الركبة يسهل عملية تركيب أطراف صناعية في تلك المنطقة.
يلعب النشاط الحركي للمريض دور في هذا الأمر، فالمريض ذو النشاط البدني القليل سيجد صعوبة أكثر في التعامل مع الطرف الصناعي مقارنة مع المريض الرياضي الذي تعرض لعملية البتر لسبب ما.
تختلف أنواع الأطراف الصناعية المتوفرة، فيوجد اطراف صناعية لليد والاصابع واطراف صناعية فوق الركبة و أطراف اصطناعية لعمليات البتر تحت الركبة.
قد تستغرق عملية تأهيل الطرف الصناعي والتأقلم معه فترة قد تكون طويلة بعض الشيء حتى يعتاد الشخص على استخدام الأطراف الصناعية بشكل جيد.
المصادر: