الدليل الشامل للعلاج بالأشعة في تركيا

بدأت دراسة وممارسة العلاج بالأشعة في تركيا عام 1897، أي بعد عامين فقط من اكتشاف الأشعة السينية. تم إنشاء آلة بسيطة للأشعة السينية في إسطنبول، تتكون من أنبوب كروكس وملف رومكورف وبطارية محلية الصنع. تم استخدام هذه الآلة لأول مرة على الجنود الجرحى لأغراض التشخيص. تم نشر أول تقرير عن استخدام الأشعة السينية علاجياً في تركيا في مجلة وطنية في عام 1904. وبحلول عام 1933، تم تركيب أحدث معدات العلاج الإشعاعي في ذلك الوقت في كل مدينة رئيسية في البلاد. كما تم تجربة تقنيات العلاج الإشعاعي المبتكرة مثل العلاج التداخلي في ثلاثينيات القرن العشرين. يوجد اليوم 45 مركزاً للعلاج الإشعاعي في تركيا، ويعمل هناك 400 متخصص في علاج الأورام بالإشعاع و80 متخصصاً في الفيزياء الطبية.

تماشياً مع التغيرات التكنولوجية، فإن التطورات السريعة في الأدوات والمعدات المستخدمة في خدمات العلاج بالأشعة في تركيا تحتم على القوى العاملة تحديث مهاراتهم ومعارفهم في المهنة كل يوم. لهذا السبب، تم تصميم برنامج العلاج الإشعاعي في مراكز ومشافي تركيا وفقاً للتطورات التكنولوجية الحالية والبيئة التنافسية المتزايدة باستمرار.

العلاج بالأشعة في تركيا للأورام والسرطان

تنمو الخلايا السرطانية وتنقسم بشكل أسرع من معظم الخلايا الطبيعية. يعمل الإشعاع عن طريق عمل فواصل صغيرة في الحمض النووي داخل الخلايا. تمنع هذه الفواصل الخلايا السرطانية من النمو والانقسام وتتسبب في موتها. يمكن أيضاً أن تتأثر الخلايا الطبيعية القريبة بالإشعاع، لكن معظمها يتعافى ويعود إلى العمل بالطريقة التي ينبغي لها.

في حين أن العلاج الكيميائي والعلاجات الأخرى التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الحقن عادة ما تعرض الجسم بأكمله للأدوية المضادة للسرطان، فإن العلاج الإشعاعي عادة ما يكون علاجاً موضعياً، وهذا يعني أنه يستهدف ويؤثر فقط على الجزء من الجسم الذي يحتاج إلى العلاج. يتم التخطيط للحصول على العلاج بالأشعة في تركيا بحيث تلحق الضرر بالخلايا السرطانية مع أقل قدر ممكن من الضرر على الخلايا السليمة القريبة.

يستخدم العلاج بالأشعة في تركيا جزيئات أو موجات عالية الطاقة مثل الأشعة السينية أو أشعة جاما أو أشعة الإلكترون أو البروتونات لتدمير الخلايا السرطانية أو إتلافها.

يتلقى أكثر من نصف المصابين بالسرطان العلاج بالأشعة في تركيا. قد يكون العلاج الإشعاعي هو علاج السرطان الوحيد المطلوب وفي بعض الأحيان يتم استخدامه مع أنواع أخرى من العلاج. يعتمد قرار استخدام العلاج الإشعاعي على نوع ومرحلة السرطان والمشاكل الصحية الأخرى التي قد يعاني منها المريض.

أحدث أنواع العلاج بالأشعة في تركيا للأورام والسرطان

يعد العلاج بالأشعة في تركيا أحد أقوى الأدوات التي نستخدمها لعلاج السرطان. يمكن استخدام العلاج الإشعاعي بشكل مستقل أو جنباً إلى جنب مع علاجات أخرى، مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي.

هناك نوعان رئيسيان من العلاج الإشعاعي: العلاج الإشعاعي الخارجي (EBRT) والعلاج الإشعاعي الداخلي. يعمل كلا النوعين عن طريق تدمير الحمض النووي للخلية السرطانية. حيث تموت الخلايا السرطانية ويتقلص حجم الورم بدون تعليمات الحمض النووي التي توجههم للنمو والتكاثر.

العلاج الإشعاعي الخارجي (EBRT)

العلاج الإشعاعي بالحزمة الخارجية (EBRT) هو النوع الأكثر شيوعاً من العلاج الإشعاعي. تقوم الآلة بتوجيه حزم الإشعاع عالية الطاقة نحو الورم. قد تكون الطاقة عبارة عن أشعة سينية (الأكثر شيوعاً) أو إلكترونات أو بروتونات.

صورة العلاج الإشعاعي الخارجي (EBRT)

الدقة أمر مهم في EBRT لاستهداف الورم بالإشعاع مع تجنب الأنسجة السليمة. هناك أشكال عديدة من EBRT:

الإشعاع التوافقي ثلاثي الأبعاد

يستخدم هذا النوع من العلاج الأشعة المقطعية وبرامج الكمبيوتر لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للورم. يقوم الجهاز بتوجيه حزم الإشعاع التي تستهدف موقع السرطان مع الحفاظ على الأنسجة السليمة.

العلاج الإشعاعي ذو الشدّة المعدّلة (IMRT)

هو شكل أكثر تقدماً في العلاج الإشعاعي، حيث يستخدم IMRT العديد من حزم الإشعاع التي تختلف في شدة الجرعة. فهو يوفر جرعة إشعاعية أعلى للورم وجرعات أقل للأنسجة السليمة.

العلاج بالقوس المعدل الحجمي (VMAT)

هو شكل من أشكال IMRT، حيث يوجه حزم الطاقة ذات الكثافة المتفاوتة في نمط يشبه القوس الدوراني. توفر هذه الطريقة الإشعاع بشكل أسرع من IMRT التقليدي.

صورة: العلاج بالقوس المعدل الحجمي (VMAT)

العلاج الإشعاعي الموجّه بالصور (IGRT)

هو شكل من أشكال EBRT حيث يحصل جهاز الإشعاع على جرعة منخفضة من الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية المصغرة قبل كل علاج. تساعد هذه الصورة في محاذاة موقع العلاج، مما يؤدي إلى توصيل إشعاع أكثر دقة.

العلاج الجزيئي

يستخدم العلاج الإشعاعي الذي يتكون من البروتونات بدلاً من الفوتونات (الأشعة السينية)، حيث يمكن للبروتونات توصيل نفس جرعة الإشعاع إلى الورم وتقليل جرعة الإشعاع إلى الأنسجة السليمة.

علاج الجسم بالإشعاع التجسيمي (SBRT)

يستخدم العلاج الإشعاعي للجسم المجسم (SBRT) جرعات عالية من الإشعاع المركز لتدمير الأورام خارج الدماغ، وتقضي على الأورام بدقة جراحية ولكن بدون جراحة فعلية.

المعالجة الإشعاعية أثناء العملية (IORT)

تصل حزمة الأشعة إلى الورم أثناء الجراحة، أي أنه بعد إزالة الورم جراحياً يقوم IORT بتدمير أي خلايا سرطانية متبقية لا يمكن إزالتها جراحياً بشكل آمن.

العلاج الإشعاعي الداخلي

العلاج الإشعاعي الداخلي يوصل الإشعاع إلى داخل الجسم مباشرةً بالقرب من الخلايا السرطانية. يعالج الأورام الصغيرة في الرأس أو الرقبة أو الثدي أو عنق الرحم أو الرحم أو البروستاتا.

يمكن استقبال الإشعاع الداخلي من خلال مصدر صلب أو على شكل سائل:

• يزرع العلاج الإشعاعي الداخلي مصدراً مشعاً صلباً يدعى “البذرة” داخل الورم أو بجواره. يقوم المصدر بإطلاق الإشعاع إلى منطقة صغيرة لقتل الخلايا السرطانية. تطلق بعض البذرات جرعات منخفضة لفترات طويلة (أسابيع)، بينما قد تطلق بعضها الآخر جرعات عالية لفترات أقصر (دقائق). بعض البذرات المستخدمة في العلاج الإشعاعي الموضعي تكون مؤقتة، والبعض الآخر يبقى في الجسم إلى الأبد ولكن يتوقفون عن إطلاق الإشعاع.
• يرسل العلاج الجهازي مادة مشعة سائلة عبر الدم للعثور على الخلايا السرطانية وتدميرها. من الممكن ابتلاع هذه المادة عبر الفم أو تلقيها على شكل حقنة من خلال الوريد (IV)، وتشمل العلاج بالنويدات المشعة (العلاج المناعي الإشعاعي)، وفيه يتعرف البروتين المشع على خلايا سرطانية معينة ويلتصق بها ثم يطلق الإشعاع لقتلها.

العلاج الإشعاعي للأورام الحميدة

هناك حالات حميدة يتم علاجها بالإشعاع، وتشمل هذه الحالات:

• الورم السحائي (أورام تصيب بطانة الدماغ).
• الشوانوما
• الورم الرباطي

يمكن استخدام العلاج الإشعاعي الخارجي لعلاج الحالات الحميدة، مثل علاج الجسم بالإشعاع التجسيمي (SBRT) أو العلاج الإشعاعي بالفوتون أو العلاج الإشعاعي بالبروتون.

التخثير الشعاعي

التخثير الشعاعي Radioembolization (يمكن تسميته أيضاً بالعلاج الشعاعي الداخلي الانتقائي) هو علاج للسرطان ندخل فيه الجزيئات المشعة microsphere إلى الورم بواسطة قثطار ندخله عبر مجرى الدم، حيث نستفيد من هذه الطريقة بسد الأوعية المغذية للورم وتستقر الجزيئات االمشعة في الورم فتنبعث منها إشعاعات تقتل الخلايا السرطانية، وهي تعد من طرق علاج السرطان بالأشعة التداخلية.

صورة: التخثير الشعاعي

المتابعة الدورية والرعاية بعد العلاج بالأشعة في تركيا

بمجرد الانتهاء من دورة العلاج الإشعاعي في تركيا وبغض النظر عن نوع السرطان الذي تعاني منه، ستحتاج إلى فحوصات منتظمة وربما اختبارات وأشعة سينية لتحديد مدى نجاح العلاج وما إذا كنت بحاجة إلى علاج إضافي. يقدم فريق العلاج بالأشعة في تركيا معلومات ونصائح حول تعافي عندما تنتهي دورة العلاج الإشعاع، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع أي آثار جانبية.

سيقوم الطبيب الذي أحالك للعلاج الإشعاعي في تركيا بتحديد موعد لزيارات المتابعة حسب الحاجة. أثناء المتابعة قد يوصي طبيبك بمزيد من العلاج الشعاعي للسرطان وإعادة التأهيل، وذلك اعتماداً على كيفية استجابة جسمك للعلاج الأشعاعي. يجب على المرضى العودة إلى أخصائي علاج الأورام بالإشعاع لإجراء زيارات متابعة منتظمة، ويُحال آخرون إلى طبيب الرعاية الأولية أو إلى جراح أو إلى طبيب أورام. يعتمد نوع رعاية المتابعة التي تحتاجها على نوع السرطان الذي تعاني منه وعلى العلاجات الأخرى التي خضعت لها سابقاً.

تكلفة العلاج بالأشعة في تركيا

تتراوح تكاليف العلاج بالأشعة في تركيا بين 100 إلى 300 دولار للجلسة الواحدة، وتختلف حسب نوع العلاج وعدد الجلسات المطلوبة. تعتبر هذه التكلفة مبلغاً متواضعاً بالمقارنة مع تكاليف العلاج بالأشعة في أمريكا وبعض الدول الأوروبية.