تتوقف نتائج عملية إصلاح الصمام الأبهري على مهارة وخبرة الطاقم الطبي، لذلك يعمل مركز بيمارستان الطبي على توجيه المريض إلى أفضل المشافي القلبية التخصصية في تركيا.
لمحة عن الصمام الأبهري
يتألف الصمّام الأبهري (الصمّام الأورطي) من ثلاث وُرَيْقات (شُرَف) ترتكز على حلقة الصمام وتفصل بين البطين الأيسر للقلب والأبهر الصاعد.
يُفتح الصمام الأبهري في الطور الانقباضي بسبب ارتفاع الضغط داخل البطين الأيسر أكثر من الضغط داخل الأبهر، ويُغلق في الطور الانبساطي بسبب انخفاض الضغط في البطين الأيسر وارتفاعه في الأبهر.
يسمح الصمام الأبهري للدم الغني بالأكسجين بالعبور من القلب إلى الشريان الأبهر الذي يحمله إلى جميع شرايين الجسم، ويمنع عودته إلى القلب عندما ينخفض الضغط في البطين الأيسر في كل دورة قلبية.
إذا لم يعمل الصمام الأورطي بشكل جيد سيؤثر ذلك على تدفق الدم وتقل كمية الدم الواصلة إلى الجسم، مما يدفع القلب إلى الضخ بشكل أقوى لإيصال الدم إلى جميع أنحاء الجسم.
أنواع أمراض الصمام الأبهري
هنالك نوعين رئيسيين لأمراض الصمام الابهري:
- قصور الصمام الأبهري (أو ارتجاع الصمام الأبهري): في هذه الحالة لا يُغلق الصمام الأبهري بشكل كامل مما يسمح للدم بالعودة إلى القلب.
- تضيق الصمام الأبهري: في هذه الحالة يكون الصمام الأبهري ضيقاً ولا يُفتح بشكل كافٍ للسماح للدم بمغادرة القلب والانتشار إلى أنحاء الجسم.
قد تكون مشكلة الصمام الأورطي خَلقية أو قد يُصاب الصمام بالمرض مع تقدم العمر.
يعتبر “الصمام الأبهري ثنائي الشرف” من أكثر أمراض الصمام الأبهري الخلقية شيوعًا، إذ يحدث عند 1-2% من البشر؛ إن وجود وُريقتين بدلاً من ثلاث وُريقات يمنع الصمام من الانفتاح والانغلاق بشكل كامل، وعلى الرغم من أن المشكلة موجودة منذ الولادة إلا أن أعراضها قد لا تظهر حتى البلوغ.
تحدث أمراض الصمام الأبهري المكتسبة عندما يتعرض الصمام للأذية بشكل مستمر، فيتراكم الكالسيوم على الصمام ويجعل الوريقات صلبة وضيقة مما يحد من حركتها.
إصلاح الصمام الأبهري أم استبداله؟
إذا كانت مشكلة الصمام الاورطي خفيفة يمكن علاجها عن طريق الأدوية، أو قد لا تحتاج معالجة إطلاقاً، ولكن في بعض الحالات يكون من الضروري القيام بعملية إصلاح أو استبدال الصمام الأبهري.
يعتبر الآن إصلاح صمام القلب الأبهري aortic valve repair خياراً بديلاً عن استبداله بصمام آخر بديل، وهو يهدف إلى استعادة شكل ووظيفة الصمام الأبهري الطبيعي، ويستخدم بشكل أشيع عند المرضى الذين يعانون من قصور الصمام الأبهري أو أم دم أبهرية قريبة أو تضيق الأبهر الخلقي.
على الرغم من أن عملية تبديل الصمام الأبهري هي العلاج الروتيني في حالات قصور الصمام الأبهري الشديدة إلا أن عملية إصلاح الصمام الأبهري رغم عدم شيوعها فهي تحمل العديد من المزايا التي تجعلها مفضلة على عملية الاستبدال عند بعض المرضى الملائمين.
يُفضَّل القيام بعملية إصلاح الصمام الأبهري عند حدوث قصور الصمام الأبهري لأن ذلك يؤدي إلى تقليل خطر حدوث الجلطات الدموية والتهاب شغاف القلب الإنتاني والإنتانات الأخرى المرافقة لاستخدام الصمامات البديلة، كما يعتبر إصلاح الصمام التالف أسهل من استبداله والشفاء بعد العملية يكون أسرع.
كما يُفضِّل الجراحون اصلاح الصمام الأبهري بدلاً من استبداله عندما يترافق قصور الصمام الأبهري مع أم دم أبهرية قريبة، والتي قد تؤدي إلى تراجع وظيفة الصمام الأبهري.
وقد أثبتت الدراسات أنه إذا جرت جراحة إصلاح الصمام الأبهري بدقة وعلى يد أطباء متمرسين ستكون نتائجها افضل من عملية تغيير الصمام الأبهري مع معدل وفيات منخفض، كما أن نسبة حدوث اختلاطات على الصمام الأبهري بعد إصلاح الصمام أقل منها عند استبداله.
كما أن دراسات أخرى أشارت إلى أن نسبة البقيا بعد إجراء إصلاح الصمام الأبهري تقدر بحوالي 96% بعد سنة من إجراء العملية و92% بعد 5 سنوات و83% بعد 10 سنوات.
الأساليب المتبعة في إصلاح الصمام الأبهري في تركيا
تختلف طريقة اصلاح الصمام الاورطي بحسب نوع الأذية، حيث تهدف عملية إصلاح الصمام الأبهري إلى استعادة البنية التشريحية الطبيعية للصمام الأبهري وهذا يؤدي إلى استعادة شبه كاملة لوظيفة الصمام لفترة طويلة نسبياً.
عادةً ما يتم فتح الصدر وإجراء عملية قلب مفتوح لإصلاح الصمام الأبهري من أجل الحصول على رؤية أوضح لاستيعاب الهندسة المعقدة للصمام، بينما التقنيات طفيفة التوغل تحد من القدرة على الحكم الدقيق على شكل الصمام الأبهري.
كما في عملية استبدال صمام القلب الأبهري يتم وضع المريض تحت التخدير العام ووصله إلى جهاز المجازة القلبية الرئوية عند إجراء عملية إصلاح الصمام الأبهري ثم يوقف القلب لتحليل شكل الصمام الأبهري بدقة.
هنالك العديد من التقنيات المتبعة لإجراء عملية إصلاح الصمام الأبهري بحسب نوع ومكان الأذية أو المرض الذي أصيب به الصمام الأبهري، وما تزال الأبحاث قائمة لاكتشاف المزيد من التقنيات التي تطيل العمر المتوقع للمريض وتحسن نوعية الحياة.
من الضروري اختيار فريق طبي متخصص في إجراء عملية إصلاح الصمام الأبهري لأن نتائج العملية ستتوقف على مهارة وخبرة هذا الفريق الطبي، سيقوم مركز بيمارستان الطبي بتوجيهك ومساعدتك على اختيار المكان المناسب، بحيث تحصل على أجود خدمة ممكنة وأفضل نتيجة.
بعض الأساليب التي يتم إجراؤها في الوقت الحالي لإصلاح الصمام الأبهري:
تغيير شكل وريقات الصمام الأبهري
يتم التحكم بشكل وريقات الصمام وإزالة الزوائد النسيجية لجعلها تنطبق على بعضها بإحكام عند إغلاق الصمام.
كما يمكن خياطة وريقتين من وريقات الصمام الأبهري ثلاثي الشرفات مع بعضهما فيتغير شكل الصمام ويصبح وكأنه صمام ثنائي الشرف، تستخدم هذه الطريقة لإصلاح قصور الصمام الأبهري ولا يمكن استعمالها في حال تضيق الصمام الأبهري أو في حالة الصمام الأبهري ثنائي الشرف الخلقي.
إصلاح تمزقات وثقوب الصمام الأبهري
إذا كانت وريقات الصمام الأورطي تحتوي على تمزقات أو ثقوب يمكن للجراح أن يرممها باستخدام الرُّقع النسيجية.
رأب حلقة الصمام الأبهري aortic ring annuloplasty
تستخدم هذه التقنية عندما يحدث توسع في حلقة الصمام الأبهري مما يؤدي إلى تباعد الوريقات عن بعضها وحدوث قصور الصمام الأبهري.
توضع حلقة صنعية خاصة حول الصمام الأبهري لتعزيز حلقة الصمام الأبهري وزيادة قساوتها واستعادة حجمها الطبيعي لزيادة إحكام إغلاق الصمام.
وقد أظهرت الدراسات أن النتائج بعيدة المدى لهذه التقنية مُرضية في علاج هذه الحالة.
استبدال جذر الأبهر مع الاحتفاظ بالصمام David Procedure
يُعتبر هذا الإجراء متخصصاً في علاج أم الدم التي تصيب جذر الأبهر بدون استبدال الصمام الأبهري، وقد حل محل عملية بنتال التي كانت تقوم على استبدال أم الدم مع الصمام الأبهري سواء كان الصمام متضرراً أم سليماً.
يتم في هذا الإجراء استئصال الصمام الأبهري بشكل واسع من مكانه، ثم يعاد زرعه مع الطعم البديل لأم الدم، لذلك يطلق على هذا الإجراء أيضًا “إعادة زرع الصمام الأبهري”.
توسيع الصمام بالبالون Balloon valvuloplasty
وهي تقنية طفيفة التوغل تستخدم عادة لإصلاح تضيق الصمام التاجي ونادراً ما تستخدم لإصلاح تضيق الصمام الأبهري، يتم فيها إدخال قسطرة صغيرة تحمل في مقدمتها بالون قابل للتوسع إلى القلب، وعندما يصل البالون إلى مكان الصمام الأبهري المتضيق يتم نفخه لتمديد الصمام وفصل الوريقات عن بعضها.
ماذا بعد عملية إصلاح الصمام الأبهري؟
يجب إجراء تقييم دقيق لشكل الصمام الأبهري بعد عملية إصلاح الصمام الأبهري؛ إذا كانت إحدى الوريقات متوسعة أكثر من اللازم قد ينتج عن ذلك تدلي صمام أبهري يتطور إلى قصور صمام أبهري إذا لم يُعالج.
يتم نقل المريض بعد العملية إلى وحدة العناية المشددة ليقضي فيها مدة يوم واحد على الأقل، ثم يُنقل إلى غرفة عادية في المشفى ليبقى فيها عدة أيام، وتختلف مدة البقاء في المشفى بحسب التقنية المستخدمة في إصلاح الصمام الأبهري.
خلال فترة بقاء المريض في المستشفى سيقوم الطاقم الطبي بمراقبة علاماته الحيوية والتأكد من عدم حدوث إنتان في مكان الشق الجراحي وتدبير الألم بعد العملية.
كما ستتم مساعدة المريض على النهوض من فراشه والمشي بشكل تدريجي، يعتمد وقت الشفاء على نوع الإجراء المتبع لإصلاح الصمام وحالة المريض الصحية قبل إجراء العملية وحدوث أية اختلاطات أثناء الجراحة أو بعدها.
بعد الخروج من المستشفى قد يحتاج المريض إلى تناول بعض الأدوية وسيتوجب عليه زيارة عيادة الطبيب بشكل منتظم لإجراء الفحوص ومراقبة وتقييم الصمام الأبهري.
ليس من الضروري تناول الأدوية المميعة للدم بعد عملية إصلاح الصمام الأبهري كما في عملية استبدال الصمام الأورطي بالصمامات الصنعية، لكن قد تكون المميعات ضرورية إذا كان عند المريض رجفان أذيني وذلك لمنع تشكل الجلطات الدموية في الأذينة اليسرى.
يجب على المريض إجراء تغييرات في حياته للوصول إلى نمط حياة صحي كممارسة التمارين الرياضية وتناول الغذاء المتوازن الصحي وتجنب الضغوطات الجسدية والنفسية والإقلاع عن التدخين، كل ذلك سيساعد المريض على الشفاء بشكل أسرع ويقلل من المخاطر والاختلاطات التي يمكن أن تحدث في المستقبل.
وتشير الدراسات إلى أن مريضاً واحداً فقط من أصل 10 مرضى أجرَوا عملية إصلاح الصمام الأبهري سيحتاج إلى إعادة إجراء العملية الجراحية خلال العشر سنوات الأولى بعد العملية، وإن متانة إصلاح الصمام الأبهري كانت ممتازة خصوصاً عند المرضى الذين قاموا بتدعيم حلقة الصمام الأبهري.