التهاب اللثة هو حالة شائعة بشكلٍ كبير بين مختلف المجتمعات والمجموعات السكانية. يعتقد الكثير من الأشخاص حول العالم أن التهاب اللثة يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة وأن 9-17٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-11 عاماً يعانون من التهاب اللثة لكن تبين أن نسبة الإصابة ترتفع بشكل كبير عند البلوغ، حيث قد تصل إلى 70-90% وتشيع الإصابة عند الذكور أكثر من الإناث، كما أنه يعد الحالة الالتهابية المزمنة الأكثر شيوعاً بين كبار السن.
أشارت بعض الدراسات في أستراليا والسويد وإنجلترا وسويسرا إلى إصابة 48-85% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات بالتهاب اللثة.
ما هو التهاب اللثة؟
التهاب اللثة هو حالة التهابية تصيب أنسجة اللثة، وغالباً ما تسببها العدوى الجرثومية. تقتصر الإصابة على منطقة الأنسجة الرخوة من النسيج الطلائي اللثوي والنسيج الضام. يوجد أشكال عديدة من التهاب اللثة وذلك بناءً على الشكل السريري ومدة العدوى وشدة الإصابة والعامل المسبب، لكن تُعتبر الإصابة بالشكل المزمن من التهاب اللثة الناجم عن اللويحات (البلاك أو الجير) هي الإصابة الأكثر شيوعاً.
أسباب التهاب اللثة
تعد الإصابة الجرثومية هي المسبب الأكثر شيوعاً للالتهاب في اللثة. هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تسبب هذه الحالة، مثل:
- عدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان بشكل يومي
- عدم إزالة اللويحات بشكل مثالي ونهائي
- ردود الفعل التحسسية
- سوء التغذية والأمراض المزمنة المنهكة
- تسوس الأسنان
- عدم إجراء الفحوصات الدورية للأسنان
- الأسباب المرتبطة بالأدوية مثل: مضادات التخثر، أدوية منع الحمل، مثبطات الأنزيم البروتيني، حاصرات قنوات الكالسيوم، فيتامين أ ونظائره.
أعراض التهاب اللثة
إن معظم الحالات الخفيفة تكون بلا أعراض لمدة طويلة من الزمن إلا أنها تسبب بعض الأعراض المختلفة في حالات أخرى ومع مرور الزمن. تختلف الأعراض الظاهرة بين الأشخاص المصابين وتكون أهمها:
- رائحة الفم الكريهة التي لا تختفي حتى بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة
- سهولة حصول النزف في اللثة وخاصةً عند تنظيف الأسنان بالفرشاة
- اللثة الحمراء المتورمة أو المتوذمة
- الحساسية للأطعمة الساخنة أو الباردة
- الألم عند مضغ الطعام
علاج التهاب اللثة
في التهاب اللثة المزمن، يؤدي تنظيف الأسنان باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد إلى التخفيف من سرعة تقدم المرض وقد يساعد في الشفاء كما أنه قد أثبتت الدراسات أن معظم فرش الأسنان الكهربائية تملك فائدة إضافية مقارنةً بالتنظيف اليدوي باستخدام فرشاة الأسنان العادية، وإن تنظيف الأسنان بالخيط يومياً إضافةً إلى تنظيف الأسنان بالفرشاة يساعد على تقليل البلاك (اللويحات) ويخفف من أعداد البكتيريا، وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن تنظيف الأسنان بالفرشاة متبوعاً بالشطف بالكلوروهيكسيدين أو غيره من المحاليل قد يكون له نتائج أفضل من تنظيف الأسنان بالفرشاة وخيط الأسنان بدون استخدام المحاليل.
يجب إحالة المرضى المصابين بالتهاب اللثة المزمن البسيط إلى طبيب أسنان غير عاجل وذلك لإزالة التراكم في اللويحات أو الجير على الأسنان أو لعلاج العامل المسبب لهذا الالتهاب اياً كان، كما يجب التأكيد على أهمية الاهتمام بنظافة الفم والأسنان بشكل دوري إذ أن ذلك يعد من أهم الأمور التي تساعد على تراجع الإصابة. قد نحتاج لتقديم المضادات الحيوية والمسكنات في حالات الإصابة الشديدة باللثة.
مسكن سريع لالتهاب اللثة
يمكن استخدام جل مخدر فموي (أورا جل) الذي غالباً ما يحتوي على مواد طبيعية وصناعية تساعد في تخدير اللثة وتخفيف الألم أو تناول بعض المسكنات مثل الايبوبروفين أوالأسيتامينوفين (الباراسيتامول) الفموي.
ادوية علاج التهاب اللثة والأسنان
تختلف الأدوية المقدمة باختلاف شدة الإصابة والعامل المسبب، حيث من الممكن أن يعتمد العلاج على المطهرات أو مسكنات الألم أو المخدرات الموضعية أو المضادات الحيوية وفي بعض الحالات قد تتم المشاركة بين أكثر من دواء من المذكورين سابقاً. ولشيءٍ من التفصيل نذكر:
- المطهرات: مثل غسول الفم كلورهيكسيدين 0.12% (بيريو جارد) له نشاط مبيد للجراثيم، حيث أثبتت الدراسات أنه يقلل من أعداد الجراثيم في الفم.
- مسكنات الألم: مثل الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) وهو مسكن جيد التحمل عند غالبية المرضى لكن يجب استخدامه بحذر عند الأشخاص الذين لديهم سوابق تحسس من الدواء أو الإيبوبروفين الذي يستخدم لتسكين الآلام ويساعد في تقليل الالتهاب في اللثة ويجب الانتباه عند استخدامه لدى المرضى الذين لديهم تاريخ من الربو أو مرضى القرحة الهضمية.
- المخدرات الموضعية: مخدر الليدوكائين، حيث يقلل من نفوذية شوارد الصوديوم في الأغشية العصبية مما يؤدي إلى تثبيط زوال الاستقطاب ومنع انتقال النبضات العصبية.
- المضادات الحيوية: تستخدم لعلاج الحالات المزمنة المتقدمة من الالتهاب ولا يوجد داع لاستخدامهم لمجرد الإصابة بحالات الالتهاب البسيطة، من هذه المضادات نذكر: البنسلين عند عدم وجود حساسية اتجاهه أو الإريثروميسين كبديل عن البنسلين أو المينوسيكلين أو الدوكسيسيكلين أو الكليندامايسين. في الواقع يجب استشارة طبيب الأسنان قبل تناول أي مضاد حيوي، حيث سيحدد أفضل مسار للعلاج بناءً على حالة المريض الخاصة آخذاً بعين الاعتبار عوامل مهمة مثل تاريخ المريض الطبي والحساسية والتفاعلات الدوائية المحتملة قبل وصف أي مضاد حيوي للعلاج.
مضاد حيوي لالتهاب اللثة
يمكن استخدام عدة أنوع من المضادات الحيوية لعلاج التهاب اللثة تبعاً لعوامل خاصة بالمريض مثل شدة الإصابة والتحسس الدوائي وغيره، من تلك الصادات نذكر: البنسلين أو الإريثروميسين أو المينوسيكلين أو الدوكسيسيكلين أو الكليندامايسين، حيث تعمل تلك المضادات على قتل الجراثيم الهوائية واللا هوائية وبالتالي التخفيف من الحالة الالتهابية في اللثة وعلاجها.
غسول التهاب اللثة
هناك العديد من غسولات اللثة التي قد تساعد في الحد من الالتهاب، منها غسول كلوروهيكسيدين 0.12% (بيريو جارد)، حيث أثبتت العديد من الدراسات فعاليته في التخفيف من شدة الالتهاب وفي المحافظة على صحة اللثة.
علاج اللثة الملتهبة في تركيا
إن استشارة طبيب الأسنان أمرٌ بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالتهابات اللثة. إذ يكون بوسع الطبيب أن يقدم أفضل خطة علاجية بناءً على الحالة الخاصة بالمريض واحتياجاته، التشخيص الذاتي أو الاعتماد فقط على المضادات الحيوية دون توجه مهني قد لا يعطي النتائج المرجوة. يمكن لأطباء الأسنان تقديم علاجات بديلة مثل التنظيف العميق وتنظيف الجير أو التقشير أو التخطيط الجذري أو حتى التداخل الجراحي في الحالات الشديدة وسوف يعالجون الأسباب الكامنة وراء عدوى اللثة ويساعدون في منع تكرارها في المستقبل.
وصف المضادات الحيوية إن كان هناك ضرورةً لذلك، حيث أن حالة كل فرد فريدة من نوعها؛ ما يصلح لشخصٍ ما قد لا يصلح لشخصٍ آخر، لذلك قد تحتاج الكثير من الحالات رعايةً شخصية مصممة بشكل خاص لاحتياجات المريض لعلاج التهابات اللثة بشكل فعال.
أنواع التهاب اللثة
قد يكون التهاب اللثة ناجم عن عدة أسباب مختلفة، منها:
التهاب اللثة الناتج عن البلاك
هو السبب الأكثر شيوعاًً لالتهاب اللثة، إذ أن البلاك هو عبارة عن طبقة رقيقة تتشكل على سطح الأسنان بسبب سوء النظافة الفموية بشكلٍ عام وإذا لم يتم إزالتها بانتظام ومع الوقت، من الممكن أن تتصلب وتتحول إلى ما يعرف بالجير، ونظراً لاحتواء البلاك على عدد كبير من البكتيريا والتي تعد السبب المباشر لحدوث الالتهاب فإن ذلك يؤهب وبشكلٍ كبير لحدوث الالتهاب في اللثة.
التهاب اللثة نتيجة لسوء التغذية
نقص فيتامين سي قد يسبب العديد من أمراض اللثة وتبين أن الأشخاص المعتمدين بنسبةً كبيرة في غذائهم على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة وعلى نسبةٍ عالية من الحموض الدهنية يمكن أن يتحرض عندهم العملية الالتهابية في اللثة.
التهاب اللثة الناجم عن الاضطرابات الهرمونية
خلال مدة الحمل تحدث تغييرات مهمة في مستويات الهرمونات في الدم كما أنه يحصل توسع في الأوعية الدموية مما يساهم في تحريض استجابة التهابية مبالغ فيها من نسيج اللثة حتى لحالاتٍ يكون فيها تراكم صغير من البلاك. أشارت بعض الدراسات أن مستويات الإستروجين تحدد شدة التهاب اللثة الناجم عن البلاك.
تؤثر التغيرات الهرمونية الحاصلة عند البلوغ على كيفية استجابة نسيج اللثة عند تراكم البلاك على الأسنان، مسبباً بذلك ما يعرف باسم التهاب اللثة البلوغي.
التهاب اللثة الناتج عن الأدوية
يمكن أن تسبب العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات الجهازية التهاباً في اللثة كأثر جانبي مثل الفينيتوين (المستخدم في نوبات الصرع)، مثبطات قنوات الكالسيوم (المستخدمة للذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم)، مضادات التخثر والعوامل الحالة للخثرات، وسائل منع الحمل الفموية، مثبطات البروتياز، فيتامين أ ونظائره.
مضاعفات التهاب اللثة
يمكن أن يتفاقم الالتهاب في اللثة في حال عدم علاجه بالطريقة المناسبة وقد يتطور إلى شكل أكثر خطورة من أمراض اللثة يسمى التهاب دواعم الأسنان، حيث يمكن أن يسبب ذلك العديد من المشاكل الخطرة مثل الخراجات وفقدان الأسنان وانحسار اللثة.
كيف تتم متابعة علاج التهاب اللثة في عيادة الأسنان في تركيا
ي حال وجود الجير فعلاج التهاب اللثة المنزلي يكون غير كاف والمريض هنا بحاجة إلى زيارة الطبيب والذي يقوم بإزالة اللويحة والجير، يُعرف هذا الإجراء بالتقليح، قد يكون هذا الإجراء غير مريح خاصةً إذا كان تراكم الجير واسع النطاق أو كانت اللثة حساسة للغاية.
كما سيشرح طبيب الأسنان أهمية نظافة الفم وكيفية تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكل فعال وأهميته في الوقاية وعلاج التهاب اللّثة.
قد يوصى بمواعيد لمتابعة الحالة مع عمليات تنظيف متكررة إذا لزم الأمر.
يساهم علاج أي سن متضررة أيضاً في سهولة المحافظة على نظافة الفم وتأسيس بيئة فموية صحية.
قد تؤدي بعض مشكلات الأسنان مثل الأسنان سيئة التموضع أو التيجان أو الجسور المصممة بشكل سيء إلى صعوبة إزالة اللويحة والجير بشكل صحيح مما قد يؤدي أيضاً إلى نزيف وتهيج اللثة.
غالباً ما يكون التهاب اللثة ناجم عن عدم العناية الكافية بنظافة الفم وفي حال تُرك دون علاج يمكن أن يتطور التهاب اللثة إلى أمراض لثوية أكثر خطورة، مما يؤدي إلى فقدان الأسنان ومضاعفات صحية أخرى. تعتبر الإجراءات الوقائية مثل الفحوصات الدورية للأسنان والممارسات الجيدة لنظافة الفم واتباع نظام غذائي متوازن أساسية في إدارة التهاب اللثة والوقاية منه. يُعد التشخيص المبكر والعلاج ضرورياً للحد من خطر التهاب اللثة المزمن والحفاظ على صحة الفم بشكل عام كما إن التوعية بأهمية العناية بصحة الفم يمكن أن يقلل بشكل كبير من حدوث التهاب اللثة ويحسن من نوعية الحياة.
المصادر: