يعتبر مرض الزهايمر من أكثر الأمراض العصبية تحدياً وانتشاراً في العالم، حيث يؤثر بشكل كبير على الذاكرة والوظائف العقلية الأخرى للمرضى. في السنوات الأخيرة، شهد المجال الطبي تطورات ملحوظة في طرق علاج هذا المرض، ومن بين هذه التطورات تقنية التحفيز النبضي عبر الجمجمة (TPS)، التي أصبحت تُعد من العلاجات الأحدث والأكثر ابتكاراً في محاربة الزهايمر. تعتمد هذه التقنية على استخدام نبضات مغناطيسية لتحفيز مناطق معينة في الدماغ، مما يساعد في تحسين الوظائف العقلية وتقليل أعراض المرض. في هذا المقال، سنتناول كيفية عمل هذه التقنية، فوائدها، وتطبيقاتها في علاج مرض الزهايمر، بالإضافة إلى الأبحاث والدراسات التي تدعم فعاليتها.
ما هو مرض الزهايمر
مرض الزهايمر Alzheimer’s Disease (AL) هو أحد أشيع أنواع الخرف عند كبار السن حيث تتجاوز نسبته 8% بعد عمر 65 سنة وقد تصل إلى 50% بعد عمر 85 سنة، ويقدر عدد الأشخاص المصابين بالزهايمر في تركيا بحوالي 600,000، ويعود سبب داء الزهايمر إلى تنكس الخلايا العصبية والأعصاب بشكل تدريجي مع التقدم بالعمر، ويعاني مرضى الزهايمر من أعراض فقدان في الذاكرة والعديد من المشاكل في التفكير واللغة والتوجه وبالتالي عدم القدرة على عيش حياتهم بدون مساعدة.
مرض الزهايمر أو الخرف بشكل عام هو مرض متعدد الأشكال ينتج عن أسباب مختلفة مثل ترسب بروتينات خاصة (تاو، بيتا أميلويد) أو بسبب الالتهاب أو نقص إمدادات الدم وغيرها، إن تشخيص مرض الزهايمر يحمل العديد من الآثار النفسية والتغيرات على حياة كل من المرضى وعائلاتهم باعتباره مرضاً غير قابل للشفاء.
علاج مرض الزهايمر في تركيا
على الرغم من الجهود المبذولة في المجال الطبي لعلاج الزهايمر إلا أنه ما زال غير قابل للشفاء، ومع ذلك هنالك تقدم ملحوظ في مواجهة هذه الحالة، حيث بإمكان الأدوية مثل مثبطات الأستيل كولين إستيراز أن تبطئ من تدهور أعراض المرض وتحافظ على استقرار الأداء العقلي.
بالإضافة إلى ذلك يتم في الوقت الحالي استخدام العديد من العلاجات المرافقة بهدف تنمية القدرات الذهنية لمرضى الزهايمر والمحافظة على هذه القدرات لأطول فترة ممكنة ومن ثم تحسين نوعية الحياة لهؤلاء المرضى وتخفيف العبء على أقربائهم، ومن التقنيات التي توصل لها العلم الحديث في علاج مرض الزهايمر ومرض باركنسون هي تقنية “التحفيز النبضي عبر الجمجمة TPS باستخدام جهاز NEUROLITH”، وإن هذه التقنية لم تتوفر في جميع دول العالم بعد، واقتصر وجودها على بعض الدول المتطورة طبياً، ولحسن الحظ كانت تركيا من الدول التي سارعت لتحظى بهذه التقنية، جاعلةً نفسها بذلك محط أنظار كل من يحلم بالشفاء من مرض الزهايمر أو مرض باركنسون.

علاج الزهايمر بالتحفيز النبضي عبر الجمجمة في تركيا

يعد التحفيز النبضي عبر الجمجمة Transcranial Pulse Stimulation (TPS) عن طريق استخدام الموجات فوق الصوتية خياراً علاجياً تمت الموافقة عليه منذ عام 2018 لعلاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من داء ألزهايمر، وتهدف هذه التقنية إلى تعزيز القدرات المعرفية للأشخاص الذين يعانون من الخرف بسبب الزهايمر والحفاظ على هذه القدرات لأطول فترة ممكنة عبر تنبيه مناطق مختلفة من المخ، وتعتبر تقنية TPS أداة آمنة خالية من أي مضاعفات أو اختلاطات مستقبلية، كما أنها غير مؤلمة ويمكن تحملها بشكل جيد للغاية ويتم إجراؤها لمريض خارجي دون الحاجة إلى البقاء في المستشفى.
لقد تم استخدام التحفيز النبضي عبر الجمجمة لأغراض طبية بنجاح منذ تسعينيات القرن الماضي تحت مصطلح “العلاج بموجات الصدمة من خارج الجسم” لعلاج العديد من الحالات المرضية كعلاج عدم الالتحام وآلام الأوتار والعضلات وقصور القلب وعدم القدرة على الانتصاب، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من مرضى العصبية مثل مرضى باركنسون والتصلب المتعدد والسكتة الدماغية والألم العصبي – الذين ما زال بالإمكان استعادة وظائف الدماغ لديهم عبر تفعيل العصبونات الوظيفية – يمكن علاجهم بتقنية TPS باعتبارها التقنية الوحيدة التي يمكنها تفعيل المناطق العميقة من المخ بطريقة موجهة وغير غازية.
كيف يعمل التحفيز النبضي عبر الجمجمة TPS؟

يتم إجراء التحفيز النبضي عبر الجمجمة في تركيا بواسطة جهاز خاص يدعى NEUROLITH يقوم بتوليد موجات فوْق صوتية ترسل إلى المناطق المتضررة من الدماغ عبر الجمجمة، يمكن لهذه الأمواج أن تصل إلى عمق 8 سنتيمترات من الدماغ وتحفز المناطق المتضررة في دماغ مريض الزهايمر بدقة من أجل علاجها. مبدأ العمل هو التحفيز الميكانيكي للعمليات الحيوية التي تسمى “التنبيغ الميكانيكي” (التنبيغ هو نقل الإشارة) مما يؤدي إلى زيادة نفوذية أغشية الخلايا العصبية وتحفيز القنوات الأيونية وتحرير أكسيد النتريت NO الذي يسبب توسعاً وعائياً وزيادة في النشاط الاستقلابي ويملك تأثيراً مضاداً للالتهاب ويؤدي في النهاية إلى تحرر عوامل النمو الوعائية وهجرة الخلايا الجذعية وتمايزها.
ووفقا لدراسة جديدة فقد كان لتقنية تحفيز الدماغ العميق دور كبير في تحسن علامة CERAD لتقييم الوظائف المعرفية عند مرضى الزهايمر بنسبة 12.8% خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد العلاج، وتستغرق مدة العلاج الوسطية بالتحفيز النبضي عبر الجمجمة في تركيا حوالي 30 دقيقة لكل جلسة، وعادة ما يتطلب العلاج الكامل 6 جلسات موزعة على أسبوعين، وهو أداة غير غازية لا تتطلب إجراء شقوق جراحية بحيث تخترق النبضات الجلد والجمجمة دون التسبب بأذية لهما.
ماذا يحدث خلال جلسة تحفيز الدماغ؟
يتم إجراء جلسة تحفيز الدماغ النبضية في تركيا بكل أمان عن طريق أطباء مدربين على استخدام جهاز NEUROLITH، خلال الجلسة يجلس المريض على كرسي مريح بحيث يمكنه التحرك بحرية طول فترة العلاج، بدايةً يتم إدخخل معلومات المريض إلى الجهاز ومن ثم يوضع الهلام على رأس المريض أو شعره (ليس من الضروري حلق رأس المريض قبل الجلسة) لتأمين انتقال النبضات بشكل مثالي (الهلام المستعمل هنا نفس الجل الذي يستعمل في تصوير الإيكو العادي).
بعد ذلك يقوم المريض بارتداء نظارات خاصة لتحديد موقع الرأس على الجهاز، ويقوم الطبيب بتحريك مقبض الجهاز على أماكن معينة من رأس المريض بحيث يمكن للطبيب والمريض رؤية مناطق المخ التي تم وصول الموجات إليها على الشاشة، ويستمر ذلك لمدة 30 دقيقة.
تكلفة علاج مرض الزهايمر عن طريق التحفيز النبضي عبر الجمجمة في تركيا
يبدأ سعر كورس علاج الزهايمر المؤلف من 8-10 جلسات من التحفيز النبضي عبر الجمجمة في تركيا من 4 آلاف دولار أمريكي، وهو أقل بكثير من سعره في أماكن أخرى.
ختاماً، يظل التحفيز النبضي عبر الجمجمة خيارًا واعدًا في مجال الطب الحديث، حيث يوفر حلولًا غير جراحية لاضطرابات كانت تعتبر صعبة العلاج. مع تطور الأبحاث، تتوسع تطبيقات هذه التقنية ل تشمل حالات مثل القلق والألم المزمن. في هذا الإطار، يبرز مركز بيمارستان الطبي كوجهة رائدة توفر أحدث التقنيات تحت إشراف فريق طبي متخصص. يحرص المركز على تقديم رعاية شاملة تعتمد على الأدلة العلمية والتجارب السريرية الموثقة، مما يضمن تجربة علاجية آمنة وفعالة للمرضى.
المصادر:
- National Institute of Mental Health. (2022, November). Brain Stimulation Therapies.
- American Psychiatric Association. (2020). What is transcranial magnetic stimulation?.