اللف داخل الأوعية الدموية لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ من أحدث الطرق في هذا المجال، وقد اهتمت تركيا بتطوير هذه الجراحة نظرا لخطورة أمهات الدم ومضاعفاتها العديدة.
اللف داخل الأوعية الدموية تقنية جديدة تعالج أمهات الدم بشكل وقائي لأمهات الدم غير النازفة أو علاجي بعد حدوث النزف دون فتح الجمجمة بتوجيه الأشعة السينية مما يقلل مضاعفاته مقارنة بإجراءات أخرى، وهي طريقة طفيفة التوغل ومناسبة عند من لا يستطيعون إجراء الجراحة.
إن علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ (علاج أمهات الدم) أمر مهم وإسعافي لأنها حالة مهددة للحياة في حال اثنقب جدار الوعاء الدموي المتمدد، فهل اللف داخل الأوعية الدموية حل نهائي لهذه المشكلة؟ وما أعراض تمدد الأوعية الدموية في الرأس؟ تابع معنا في هذا المقال.
ما هو اللف داخل الأوعية الدموية المستخدم في علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؟
يُعرف هذا النوع من تمدد الأوعية الدموية بتمدد الأوعية الدموية توتية الشكل، أو تمدد الأوعية الدموية الكيسي، بناءً على الطريقة التي تظهر بها، إذا تمزقت أمهات الدم الدماغية تسبب نزيف في الدماغ.
تشمل الأنواع الأخرى من أمهات الدم تمدد الأوعية الدموية الجانبي؛ حيث يظهر انتفاخ على طول أحد جدران الشريان، أو تمدد الأوعية الدموية المغزلي؛ فهو عندما يتضخم شريان بأكمله.
السبب المحدد وراء تكون أمهات الدم غير معروف، يمكن أن تكون الأسباب وراثية (متوارثة في العائلات) أو تحدث للحامل بسبب خلل أثناء الحمل.
يمكن أن تؤدي بعض الأمراض إلى ضعف في جدران الشرايين وتشكيل أمهات الدم، وتشمل هذه أمراض الكلى متعددة الكيسات، وبعض اضطرابات النسيج الضام، أو تشوهات للأوعية الدموية.
قد تؤدي الإصابة أو ارتفاع ضغط الدم أو تعاطي المخدرات أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بأمهات الدم، في حالات نادرة، يمكن أن تتسبب العدوى داخل جدار الشريان في تكوين أمهات الدم.
اللف داخل الأوعية الدموية
يعد اللف داخل الأوعية الدموية طريقة علاج لأمهات الدم دون فتح الجمجمة أو إجراء جراحة في الدماغ.
يقصد بالملف (أو الوشيعة) سلك دقيق ورفيع يتم تجميعه داخل أم الدم، يمنع اللولب تدفق الدم إلى أم الدم عن طريق تشكيل جلطة دموية تساعد في سده، بينما يظل باقي الشريان مفتوحاً لنقل الدم إلى الدماغ.
يتم إدخال السلك من خلال قسطرة عبر الشرايين الكبيرة في الجسم إلى شرايين الدماغ، يتم إجراء هذا العلاج كبديل لقص أمهات الدم (عزل أم الدم جراحياً عن طريق وضع مشبك في قاعدتها لمنع دخول الدم إليها)، الأمر الذي يتطلب جراحة في المخ وفتح الجمجمة لعزل أم الدم.
أعراض تمزق أمهات الدم في الدماغ
سنذكر أعراض تمزق أمهات الدم وذلك لأن تمدد الأوعية الدموي في الدماغ بغير تمزق في الغالب غير عرضي إلا إذا وصلت لأحجام كبيرة.
تشمل أعراض تمدد الأوعية الدموية المتمزق ما يلي:
- صداع مفاجئ شديد
- نوبات صرع
- اضطراب الكلام
- ضعف العضلات مرتبط بمكان وجود أم الدم
- ارتباك أو تغيرات في الإدراك
- تغييرات الرؤية
- قد يحدث تلف دائم في الدماغ
من يحتاج إلى عملية اللف داخل الأوعية الدموية؟
يمكن للعديد من المرضى أن يخضعوا لعملية اللف داخل الاوعية الدموية، يمكن القيام بهذا الإجراء سواء كانت أمهات الدم سليمة أو ممزقة.
قد يكون المرضى الأصغر سناً والأفراد المسنون مرشحين جيدين، يعتمد التحديد النهائي لما إذا كان المريض يمكن أن يخضع للف الأوعية الدموية أو يتطلب جراحة مفتوحة على حجم وشكل أمهات الدم.
بعد تشخيص وجود أمهات الدم وشكلها وموقعها، وعمر المريض والأمراض المرتبطة بها يمكن وقتها ل مقدمو الرعاية الصحية اختيار هذا الإجراء على الجراحة المفتوحة للمرضى الذين قد لا يتمتعون بصحة جيدة لإجراء جراحة الدماغ الكبرى.
يمكنك أيضاً أن تقرأ على موقعنا عن استسقاء الرأس وعلاجه في تركيا.
ماذا يحدث أثناء إجراء اللف داخل الأوعية الدموية؟
يتم إدخال المرضى إلى المستشفى في يوم العملية، لا يُسمح للمرضى بتناول الطعام أو الشراب في يوم العملية، يُفتح قسطرة وريدية للمريض لتزويده بالسوائل.
في وقت الإجراء، يتم نقل المريض إلى غرفة خاصة في قسم الأشعة؛ حيث يتم استخدام التخدير أو التهدئة لمساعدة المريض على الاسترخاء.
يتم إدخال قسطرة، أو أنبوب طويل، من الفخذ في الشريان الفخذي ويتم إدخاله بعناية من خلال الشريان الأورطي (الأبهر الشريان الرئيسي للجسم) يتم توجيه القسطرة عبر الأشعة السينية للوصول لأحد الشرايين التي تدخل الدماغ.
سيتم حقن صبغة تباين لتحديد موقع أمهات الدم بدقة بواسطة تصوير الأشعة السينية والشعيرات والأوعية الدموية المحيطة بها، يتم إدخال أسلاك صغيرة عبر القسطرة (عادة ما تكون مصنوعة من البلاتين) والملف في أم الدم، يتم زرع أسلاك إضافية بهذه الطريقة حتى تمتلئ أم الدم.
بعد إدخال الأسلاك بالكامل وفحص الشريان والتأكد من إغلاق أم الدم بالملف يتم التحقق من الشريان للتأكد من عدم وجود إصابة، تتم إزالة القسطرة.
يتم الضغط على المنطقة التي تم فيها إدخال القسطرة في الشريان الفخذي بإحكام لعدة دقائق ل منع حدوث النزيف وبعدها يوضع الضماد.
بعد اكتمال الإجراء، تتم مراقبة المرضى لعدة ساعات.
بعد الإجراء، قد يُسمح للمرضى بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم، ومع ذلك، إذا تم تنفيذ الإجراء لعلاج أمهات الدم النازفة، فقد يتم إدخال المرضى إلى المستشفى لعدة أيام أو أسابيع.
عادة ما تكون هناك بعض القيود على النشاط لعدة أيام بعد إجراء اللف داخل الأوعية الدموية، بما في ذلك عدم القيادة أو العمل وبعض قيود رفع الأثقال، يحتاج المرضى للمتابعة بعد حوالي شهر من الإجراء للتأكد من عدم وجود مضاعفات.
اللف داخل الأوعية الدموية مقابل القص الجراحي
تغيرت الأساليب الجراحية عبر السنوات؛ يقوم الجراحون الآن بعمل شقوق صغيرة جداً للوصول إلى أمهات الدم، مما يقلل من الإعاقة وطول فترة الاستشفاء بالنسبة للقطع الجراحي التذي تتطلب فتح الجمجمة للوصول لأم الدم.
يشير تقييم البيانات التي تم جمعها لكلا النوعين من الإجراءات إلى أن المرضى الذين يخضعون لفائف الأوعية الدموية يقيمون في المستشفى أقصر، ومضاعفات أقل، وأوقات تعافي أسرع.
ما هو وقت الشفاء بعد اللف داخل الأوعية الدموية؟
تختلف أوقات الشفاء لكل مريض حسب الحالة العامة للمريض وموقع أم الدم وما إذا كانت متمزقة.
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أم دم غير متمزقة والذين يخضعون لفائف داخل الأوعية الدموية، قد تكون فترات التعافي قصيرة تصل إلى شهر.
في حالة تمزق تمدد الأوعية الدموية، قد يستغرق التعافي أسابيع إلى شهور؛ اعتمادا على كمية النزف ومدى تأذي النسج المجاورة وأيضا على منطقة الدماغ التي توجد بها أم الدم.
مضاعفات عملية لف الأوعية الدموية
هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بلف الأوعية الدموية، يمكن أن تشمل هذه إصابة أو تلف الشريان أو أم الدم التي يتم علاجها؛ في حالات نادرة، يمكن أن تتمزق أم الدم.
يمكن أن يحدث تشنج الأوعية الدموية، أو تضيق مفاجئ في الشريان، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ الذي يغذيه هذا الشريان.
يمكن أن تتكون جلطة دموية على القسطرة أو الملفات أثناء حقنها أو في الشريان حيث يتم تغذية القسطرة، إذا حدث هذا، يمكن أن تسبب الجلطة انسداد تدفق الدم أو السكتة الدماغية.
قد لا تبقى الملفات في مكانها أو قد لا تسد تمدد الأوعية الدموية تماماً؛ إذا حدث هذا، فقد يزداد حجم أم الدم ويكبر، قد يكون لدى المرضى رد فعل تحسسي تجاه الصبغة المستخدمة أثناء العملية. مع أي إجراء، هناك خطر الإصابة بالعدوى.
في النهاية نجد أن عملية اللف داخل الأوعية الدموية لعلاج تمدد الأوعية داخل الدماغ عملية آمنة، ذات مضاعفات أقل ووقت شفاء أسرع من باقي العمليات، لهذا تبنت تركيا هذا الإجراء وطبقته في غالبية مشافيها في الآونة الأخيرة.
المصادر:
- UT Medical center
- University of Rochester Medical Center
- UW Medical Center