اختلاف طول الساقين هو وجود ساق أطول من أخرى بسبب الاختلاف في طول العظام فيهما وذلك بِسبب فرق النمو حيث يكون الطول في الساق الأولى طبيعي وفي الأخرى ناقص.
توجد العديد من الأسباب لاختلاف طول الساقين عند الأطفال. وإن اختلاف طول الساقين ليس مشكلة جمالية فحسب إنما مسبب رئيسي للعديد من الأمراض العظمية الأخرى مثل الجنف (اعوجاج العمود الفقري).
توجد العديد من الوسائل لعلاج اختلاف طول الساقين وتعد الجراحة أبرز هذه الحلول. تختلف تقنيات جراحة اختلاف طول الساقين والمعدات المستخدمة فيها تبعاً لحالة المريض ومدى تطلعاته لنتائج العلاج.
الجراحة ليست العلاج الوحيد لمشكلة اختلاف طول الساقين حيث توجد العديد من العلاجات الأخرى غير الجراحية. تابع معنا في هذا المقال لتتعرف على جميع المعلومات عن اختلاف طول الساقين بشكل مفصل.
ما هو اختلاف طول الساقين؟
توجد مُشكلة اختلاف طول الأطراف سواء العلوية أو السفلية عند العديد من البشر لكنها تكون طفيفة وغير ملاحظة، يعد اختلاف طول الذراعين كمرض أخف أعراضاً وتأثيراً على الحياة اليومية للمريض. لذلك سوف نركز في مقالتا هذه على اختلاف طول الطرفين السفليين.
كما ذكرنا يوجد اختلاف في طول الساقين لدى الكثير من الناس ولكنه يكون غير ملاحظ ولا يُؤثر على نمط الحياة. ولكن في حال كان الفرق في طول الساقين أكثر من 2 سم سوف يواجه المريض مشكِلة في حياته اليومية وخاصة أثناء المشي.

ما هي أسباب اختلاف طول الساقين؟
توجد العديد من أسباب اختلاف طول الساقين leg length Discrepancy، لكن بشكل رئيسي تقسم إلى أربع مجموعات من الأَسباب والتي تؤدي إلى توقف النمو العظمي في طرف مع بقاء الآخر طبيعياً. (بعض الأَمراض قد تُؤدي إلى فرط نمو في الطرف وليس توقف نموه).
اختلاف طول الساقين الولادي
قد يحصل توقف في نمو أحد الطرفين أثناء الحياة الجنينة وذلك لأسباب مجهولة فيولد الطِفل بساق أقصر من الساق الأخرى (عيب تطوري)، تؤدّي بعض الأَمراض الخلقية أيضاً إلى تناقض طول الساقين مثل خلع الورك التطوري (الولادي) والورك الفحجاء Coxa Vara.
اختلاف طول الساقين الرضي
يحصل فرق طول الساقين أيضاً عن طريق إصابة السّاق بالكسور العظمية المعقدة التي لا تشفى بسهولة وخاصة في منطقة قرص النّمو (غضروف النمو) حيث يُؤدي الكسر في هذه المنطقة إلى تعظمها الباكر فيتوقف نمو الساق بينما تستمر الساق الأخرى بالنمو بشكل طبيعي فيحدث اختلاف في طول الساقين.
نخص بالذكر هنا عظمي الفخذ والظنبوب (قصبة الساق) حيث أن الكسر الشديد فيهما قد يتسبب في توقف زيادة طولهما. بعض كسور عظم الفخذ قد تُؤدي إلى فرط نمو في العظم مؤدية لزيادة في طول الساق وحصول اختلاف طول الساقين.
اختلاف طول الساقين بسَبب أمراض العظام
تُؤدي الأَمراض العظمية عند بعض الأشخاص إلى قصور في نمو العظم وبالتالي قصر الطول العَظمي في الطرف المصاب. ومن أهم هذه الأَمراض التي تؤَدي إلى الاختلاف في طول الساقين:
- ذات العظم والنقي: وهو مرض التهابي خطير يحدث بسببِ التِهاب وانتان العظم بالجراثيم وقد ينتهي ببتر الطرف في حالِ عدم العلاج في الوقت المناسب.
- أورام العظام
- الكيسات العظمية
وإن السبب في آخر مرضين قد يكون ناتج عن علاج هذين المرضين أساساً، لأن العلاج هنا إما استئصال جراحي أو تعريض العظم للأشعة أو إعطاء المريض أدوية كيماوية لِعلاج السرطان لكنها تُؤدي في نفس الوقت إلى إبطاء أو إيقاف النّمو العَظمي.
اختلاف طول الساقين لأسباب أخرى
قد تسبب بعض الأَمراض الأخرى ضعفاً في الطرف أو عَدم القدرة على استعماله مسببةً قصوراً في نموه، بعضها الاخر يشكل التهاباً حول قرص النّمو فيتعطل عمله ويحصل اختلاف طول الساقين. ومن هذه الأَمراض:
- الشلل الدماغي
- التهاب المفاصل الشبابي
أعراض اختلاف طول الساقين
تحدث أعراض اختلاف الطول في الساقين بحسب شدة هذا الاختلاف، فحينما يكون فرق طول العظام كبيراً سوف تكون الأعراض واضحة وأهمها:
- العرج: بِسبب فرق الطول سوف يعرج المريض أثناء المشي حيث سوف يكون أحد الوركين أعلى من الآخر أو سوف يثني ركبة الساق الطويلة كي يتمكن من المشي، وقد يمشي على رؤوس أصابع القَدم القصيرة.
- ألم الظهر: وذلك بسببِ طريقة المَشي غير الطبيعية.
- التعب: نتيجة الجهد الزائد المبذول من أجل المَشي.
علاج اختلاف طول الساقين في تركيا
سابقاً كان علاج مشكلةِ اختلاف الطول في الساقين صعباً وَغير ممكن ولكن حديثاً يوفر مركز بيمارستان الطبي أحدث وسائل علاج اختلاف طول الساقين.
يتم العلاج لاختلاف الطول بناءً على حالة المريض ورغباته وتطلعاته بالإضافة إلى نصيحة الدكتور المختص، حيث يوجد علاج غير جراحي إذا لم يرغب المريض بالخضوع للجراحة.
توفر الجراحة العديد من الحلول العلاجية في حالات عديدة حيث تعيد الطرف إلى طوله الطَبيعي وتحقق التساوي في طول القدمين وذلك إما عبر تقصير الطرف الطويل أو تطويل الطرف القصير (بنفس مبدأ جراحة تطويل القامة). ويتم الاختيار حسب رغبة المريض إذا أراد كسب القليل من الطول أو خسارة بضع سنتيمترات من طوله كي تعود مشيته طبيعية.
العلاج غير الجراحي في اختلاف طول الساقين
في حالِ كان الاختلاف في الطول بين الساقين غير كبير (أقل من 2 سم) فلا ينصح بالجراحة أبداً ويفضل الحل غير الجِراحي لأن الفائدة من الجراحة هنا قليلة مقارنةً مع خطر التعرض لها بالإضافة للفائدة المحققة من العلاج غير الجِراحي في الفروقات القليلة. ومن أساليب العلاج غير الجِراحي:
العلاج الطبيعي
يعتمد العلاج الفيزيائي على القيام بتمارين إِطالة وتمطيط للعضلات وقد تفيد تمارين هذا العلاج في حالِ كان اختلاف طول الساقين قليلاً لكن يجب أن يَتم هذا النوع من العلاج تحت إشراف أخصائي العلاج الطَبيعي الذي يعرف أي تمرين يجب أن تتبع. تواصل معنا كي تحجز مقعدك من أجل العلاج الطَبيعي في تركيا.
دعامة الحذاء
قد يَتم علاج اختلاف الطول في الساقين ببساطة عبر وضع رافعة أو دعامة لحذاء المريض في القدم القصيرة بحيث يكون ارتفاع هذه الدعامة بقدر الفرق بين طول الساقين وبالتالي يَتم حل مشكِلة اختلاف طول الساقين.
الأطراف الصناعية
قد يكون اختلاف طول الساقين بِسبب مَرض في العظام يؤدي في النهاية إلى بتر الطرف وهنا يفيد تركيب الأطراف الصناعية كي تعود حياة المريض طبيعية.
جراحة اختلاف طول الساقين
وتقسم لقسمين رئيسيين هما عملية تقصير الساق وعملية إِطالة الساق ويتم اختيار الجراحة المناسبة حسبَ عمر المريض ودرجة الاختلاف في الطول بين الساقين.
عملية تقصير الساق في تركيا
يَتم اللجوء لهذا النوع من الجراحات عندما يكون اختلاف طول الساقين متوسط الشدة (بين 2 و6 سم) وتقسم لنوعين من الجراحات حَسب عمر المريض (إذا كان بالغاً وكامل النّمو أو في مرحلة النّمو وزيادة الطول). من مساوئ هذا النوع من العمليات أنها تُفقد المريض بعض السنتيمترات من طوله. لكن من محاسنها أَنها عملية بسيطة وليست عملية جراحية كبيرة مثل عمليات تطويل الساق.
تقصير الساق عند الأطفال
بما أن الأطفال يكونون في مرحلةِ النّمو وزيادة الطول فسوف يفيد علاج اختلاف طول الساقين لديهم عبر إيقاف نمو العظام في الطرف الطَبيعي حتى يتسنى للطرف ناقص الطول الالتحاق بطول الطرف الأول وبالتالي الشفاء من الاختلاف في طول الساقين. وهناك نوعان من العمَليات الجراحية هنا:
- عملية انفصال المشاش العَظمي Epiphysiodesis: يقوم الدكتور هنا بعمل التحام في مشاش العظام في الطرف الطويل لإيقافه عن النّمو بشكل مؤقت أو دائم. والتوقيت هنا هو العامل الأهم في نجاح هذا العلاج.
- عملية تدبيس المشاش العَظمي Epiphyseal Stapling: وتتم عبر ادخال دبابيس في مشاش العظام في الساق الأطول من قبل طبيب العظمية لإيقافها عن النّمو مؤقتا ريثما تلحق الساق القصيرة بها ويصبحان بنفس الطول، عندها تزال الدبابيس.
تقصير الساق عند البالغين
بما أن نمو العظام يكون قد اكتمل لدى البالغين فالحل الوحيد لاختلاف طول الساقين هو استئصال جزء من العظم في الساق القصيرة من قبل الجراح بحيث يلتئم طرفا العظم بعد ازالة قطعة منه ويتساوى طول الساقين.

عملية إطالة الساق في تركيا
وهي أكثر العملياتِ طولاً كمدة بين جراحات اختلاف طول الساقين، تجرى للمرضى بعمر المراهقة وبداية سن البلوغ وتقوم على مبدأ التئام الكسور في العِظام. تتم هذه العملية في تركيا عبر إزالة قطعة من العظم المراد إطالته ويوضع مكانها جهاز تطويل العِظام، بعد تركيب هذا الجهاز بعملية جراحية يوصي الطبيب الطِفل أو أفراد الأسرة بزيادة البعد بين قطعتي العظم عبر تعديل طول الجهاز الموضوع بين هاتين القطعتين يومياً عبر تدوير ذراع صغيرة موضوعة على الساق ومتصلة بالجهاز داخل العظم.

يستمر هذا الإجراء لعدة أشهر لأن الزيادة اليومية في الطول لا تتعدى بضع مليمترات حتى نصل إلى الطول المطلوب للساق، حينها نقوم بنزع الجهاز بعملية جراحية أخرى وعندها يشفى المريض من اختلاف طول الساقين. يوجد نوعين من جهاز تطويل العِظام، جهاز خارجي وجهاز داخلي، ويعتبر جهاز تطويل العِظام الداخلي أحدث تقنيات علاج اختلاف طول الساقين بِسبب دقته العالية وتخفيضه لخطر حدوث العدوى في عظام السّاق.

يعتبر اختلاف طول الساقين مُشكلة حقيقية عند الإنسان تعيقه عن المَشي وتحدث له أَمراض عظمية مختلفة في الركبة، الكاحل، العمود الفقري بالإضافة إلى ميلان الكتفين وأذية في مفصل الورك أو أي مكان آخر في الهيكل العَظمي بِسبب المشية غير الطبيعية. تتعدد أسباب اختلاف طول الساقين ولكن على أي حَال فإن علاج اختلاف طول الساقين أمر ضروري كي يتمكن المريض من ممارسة حياته بِشكل طبيعي.
المصادر: