صدر الحمامة يسبب العديد من المشاكل الجمالية والنفسية بسبب شكله وموقعه القريب من القلب والرئتين لكن حالياً يمكن علاج صدر الحمامة في تركيا على يد أمهر الأطباء.

ما هو مرض صدر الحمامة Pectus Carinatum؟
صدر الحمامة Pigeon Chest ويُعرف أيضًا باسم صدر الحمامه وله مسميات أخرى مثل بروز القفص الصدري والصدر الجُؤْجُؤِيّ Pectus Carinatum هو عبارة عن تشوه في جدار الصدر الأمامي بسبب فرط نمو في الغضروف الذي يصل الأضلاع مع عظم القص يؤدي إلى بروز عظمة القص للأمام وهو من التشوهات الخلقية غير المهددة للحياة.
غالبا ما يبدأ هذا التشوه بالظهور فجأة أثناء النمو وتحديداً خلال سن البلوغ (في عمر 11-15 سنة) ويستمر بالتفاقم حتى توقف العظام عن النمو عادة في عمر 18 سنة.
يعد هذا التشوه نادر الحدوث مقارنة مع الصدر المقعر pectus excavatum فهو يحدث عند طفل واحد من أصل 1500 طفل ويصيب الذكور أكثر من الإناث وعادة ما يكون عائلي.
أسباب بروز القفص الصدري
إن السبب الحقيقي لبروز عظام القفص الصدري غير معروف حتى الآن، قد يكون السبب اضطراباً في الغضروف الذي يصل الأضلاع مع عظم القص فعندما ينمو الغضروف بشكل أسرع من الطبيعي فإنه يدفع عظم القص باتجاه الخارج، أو قد تنمو أجزاء من عظم القص نفسه بسرعة بعد جراحة القلب المفتوح مثلاً مما يجعل عظمة القص بارزة.
قد تشاهد عدة حالات من صدر الحمام pectus carinatum ضمن العائلة الواحدة مما يدفعنا إلى الشك بوجود اسباب وراثية كما قد يكون الصدر الجؤجؤي جزءاً من اضطرابات وراثية نادرة.
بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة مارفان أو متلازمة نونان يعانون أيضاً من بروز القفص الصدري كإحدى أعراض المتلازمة.
أعراض وعلامات صدر الحمامة
معظم مرضى صدر الحمامه pectus carinatum غير عرضيين ولا يملكون أي مشاكل فيما عدا صدرهم البارز للخارج، إلا أن 1 من أصل 10 من الاطفال الذين لديهم تشوهات في جدار الصدر كصدر الحمامة يكونون مصابين بالجنف.
من أهم الأعراض الشائعة لصدر الحمامه هو الألم الصدري والمضض المشاهد عادة في وضعية الاستلقاء البطني، بالإضافة إلى ضيق التنفس الجهدي الذي لوحظ عند بعض المرضى والأعراض المشابهة للربو عند ربع المراهقين المصابين بمرض صدر الحمامة.
قد يشاهد أيضاً تسارع قلب أو إنتانات تنفسية متكررة لدى بعض المرضى.
وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض تزداد سوءاً كلما ازدادا عمر الطفل ويصبح علاج صدر الحمامة أصعب.
على عكس تقعر الصدر pectum excavatum فإن موقع القلب في صدر الحمامة لا يتأثر، إلا أنه يترافق مع ازدياد نسبة حدوث تدلي الصمام التاجي عند المرضى المصبين بمرض صدر الحمامة.
أنواع صدر الحمامة
يمكن تقسيم صدر الحمامة إلى متناظر يقع في المركز وغير متناظر يقع في جهة اليمين أو اليسار.
إن صدر الحمامة غير المتناظر أكثر انتشاراً في جهة اليمين بينما يعتبر نادر الحدوث على الجانب الايسر.
هنالك نوعان لصدر الحمامة اعتماداً على منطقة التشوه: البروز الغضروفي القصي (الأشيع) والبروز الغضروفي القبضوي (الأصعب علاجاً).
في البروز الغضروفي القصي تتقوس المناطق الوسطى والسفلية من القفص الصدري للأمام حيث تكون الأضلاع طويلة ومرنة وبالتالي تصحيحها سهل.
أما البروز الغضروفي القبضوي فيصيب المناطق العلوية من القفص الصدري وعادة ما يكون متناظر، يصعب علاج هذا النوع لأن الأضلاع المصابة تكون أقصر وأقل مرونة.
يمكن تصنيف بروز القفص الصدري اعتماداً على سبب ووقت ظهوره إلى: صدر جؤجؤي بعد الجراحة والذي يحدث عندما لا يلتئم عظم القص بشكل صحيح بعد الجراحة أو رض الصدر، وصدر جؤجؤي خلقي يكون موجوداً منذ الولادة ومجهول السبب وهو النوع الأشيع ويظهر في عمر 11-15 ويرتبط بطفرات النمو.
طرق تشخيص صدر الحمامة
عادة ما يتم تشخيص صدر الحمامة سريرياً من خلال أخذ التاريخ الطبي والفحص الجسدي.
الاختبار الأساسي لتشخيص بروز عظام القفص الصدري هو صورة الصدر البسيطة من الأمام والجانب، كما يتم إجراء التصوير المقطعي المحوسب CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI للمساعدة على التشخيص في بعض الحالات الخاصة.
قد نحتاج إلى إجراء بعض الاختبارات الإضافية للتأكد من سلامة القلب والرئتين، كما يمكن القيام ببعض الفحوصات الدموية لاستبعاد الأسباب الوراثية مثل متلازمة مارفان ومتلازمة نونان.
علاج صدر الحمامة في تركيا
يتم علاج مرضى صدر الحمامة في تركيا باستخدام أحدث الأساليب الجراحية بهدف تحسين نوعية الحياة، ويتم اختيار طريقة العلاج الأمثل اعتماداً على شدة الإصابة.
إذا كانت الإصابة خفيفة ولا تسبب أعراض قد يكون علاج صدر الحمامة غير ضروري ومن الأفضل عدم علاجه، قد تساعد الرياضة وحمل الأثقال على بناء العضلات في جدار الصدر مما يغطي على الشكل المعيب لجدار الصدر.
يمكن علاج بروز القفص الصدري علاجاً محافظاً أو جراحياً بحسب شدة الإصابة.
العلاج المحافظ لصدر الحمامة
في الإصابات المتوسطة والعرضية يتم استعمال دعامة لتصحيح الشكل الخارجي لعظم القص بنفس الطريقة التي يعمل بها تقويم الأسنان وذلك بالضغط المستمر على الغضروف، وهذا الضغط المستمر يساعد على إعادة تشكل الغضروف على النحو السليم تدريجياً.
تزداد فعالية العلاج المحافظ لصدر الحمامة باستخدام الداعمة في الأعمار المبكرة قبل أن تصبح الغضاريف قاسية، الأمر الذي يسمح بمراقبة المريض وإجراء الجراحة في حال فشل العلاج المحافظ بواسطة الداعمة.
في البداية يتم ارتداء الداعمة 23 ساعة في اليوم لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر وهذا ما يسمى بطور التصحيح corrective phase، ثم يبدأ طور المحافظة maintenance phase حيث يرتدي المريض الداعمة من 8 إلى 10 ساعات في اليوم لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.
يقوم الطبيب بتحديد كمية الضغط المطبق على جدار الصدر بواسطة الداعمة قبل استخدامها، ويمكن رؤية النتائج خلال بضعة أشهر.

العلاج الجراحي لصدر الحمامة
يتم علاج صدر الحمامة جراحياً في الحالات الشديدة أو المعقدة أو عندما تصبح الغضاريف قاسية ولا تستجيب على العلاج المحافظ بالداعمة (معظم الحالات لا تحتاج إلى جراحة)، وهذا يتضمن عملية رافيتش وعملية أخرى ذات نتائج أفضل تسمى عملية أبرامسون.

عملية أبرامسون
ظهرت في الآونة الأخيرة تقنية جراحية جديدة طفيفة التوغل يتم فيها علاج صدر الحمامة عن طريق طريقة الضغط (بدلاً من الاستئصال) تسمى عملية أبرامسون Abramson procedure.
حيث أظهرت بعض الدراسات فعاليتها بشكل كبير عند اختيار المرضى المناسبين.
يتم هذا الإجراء بواسطة شقين معترضين على الجانبين طول كل منهما 3 سم على خط منتصف الإبط عند المستوى الأعظمي للبروز.
يتم إجراء مزيد من التسليخ لكشف الضلع عند مستوى الخط الإبطي الأمامي، ثم يتم إجراء تسليخ غبر حاد تحت الجلد باتجاه القص عبر الشقوق في كلا الجانبين بملقط طويل منحني فيتشكل نفق تحت الجلد.
يوضع قضيب معدني محدب (زرعة) تم تصميمه اعتماداً على شكل بروز الصدر في هذا النفق ويتم إغلاق الشقين.
تقوم هذه الزرعة بتصحيح تبارز القفص الصدري مع الزمن وعلاج حالة صدر الحمامة.
يمكن من خلال هذه التقنية علاج صدر الحمامة دون الحاجة إلى إجراء شقوق جلدية واسعة، وإنشاء سدائل جلدية وعضلية كبيرة، واستئصال أجزاء متنوعة من الأقواس الضلعية الغضروفية، وقطع عظام القفص الصدري، وأشكال مختلفة من إعادة البناء بما في ذلك إعادة زرع العضلات.
يتم أيضاً تجنب التطور المتأخر لصلابة جدار الصدر التي قد تحدث عند إجراء الاستئصال الجداري.
مثل العلاج طفيف التوغل المستخدم في علاج التقعر بعملية تقويم القفص الصدري بالمنظار Nuss procedure، فإن التقنية طفيفة التوغل لتصحيح صدر الحمامة ليس لها أي من العيوب المرتبطة بالتقنيات القائمة على استئصال البنى المتبارزة من جدار الصدر.
كان التوافق مع الزرعة جيدًا، ومع ذلك نوصي بتدليك الجلد الذي يغطي الزرعة من أجل تجنب حدوث أورام مصليّة وفرط تصبغ الجلد والالتصاق باللفافة السطحية.
عملية رافيتش
يتضمن العلاج الجراحي لبروز عظمة القص تقنية تسمى عملية رافيتش Ravitch procedure؛ يتم هذا الإجراء بشق أفقي في منتصف الصدر لإزالة الغضروف الشاذ من الأمام ودفع القص للخلف، ثم وضع دعامات من الفولاذ المقاوم للصدأ عبر جدار الصدر الأمامي لدعم عظم القص، الدعامات غير مرئية من الخارج ويتم إزالتها لاحقًا عبر الجراحة.
إن هذه العملية الجراحية على الرغم من أنها تقدم نتائج مقبولة في علاج الصدر الجؤجؤي إلا أنها تتطلب شقوقاً كبيرة، وإنشاء سدائل جلدية وعضلية كبيرة، واستئصال الأقواس الضلعية الغضروفية، وقطع عظم القص، فهي تعتبر شاقة ولها عيوب ترك عقابيل مثل الندوب الجراحية.
التخدير والعناية أثناء الجراحة
في وقت الجراحة سيتم وضع قثطرة فوق الجافية في ظهر الطفل لإجراء تخدير موضعي مستمر وستبقى في مكانها لعدة أيام.
أثناء ذلك ستعمل قثطرة بولية على تصريف البول من المثانة.
سيتم إدخال قثطرة وريدية من أجل تقديم السوائل والأدوية الوريدية.
في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى الأكسجين الأنفي وأحيانًا يضع الجراح أنبوباً لتصريف السوائل من منطقة الجراحة.
كل هذه العلاجات مؤقتة وسيتم إيقافها عند عدم الحاجة إليها (عادةً قبل التخريج).
المتابعة بعد الجراحة
يُتوقع أن يقوم الطفل من سريره ويبدأ بالمشي في اليوم التالي للجراحة ويجب أن يتمرن على التنفس العميق للحفاظ على صحة الرئتين وتجنب الإصابة بالالتهاب الرئوي.
يمكن تخريج الأطفال من المستشفى عندما يصبحون قادرين على تناول مسكنات الألم فموياً ويأكلون ويشربون دون صعوبة ولا يعانون من الحمى أو علامات العدوى.
إذا تم وضع مصرف جراحي في وقت العملية فقد يعود الطفل إلى المنزل مع وجود المصرف في مكانه.
سوف يعلمك طاقم التمريض كيفية العناية بالمصرف عندما يكون الطفل في المنزل، عادة ما يتم إزالة المصرف في أول زيارة للعيادة.
مخاطر علاج صدر الحمامة
علاج صدر الحمامة بواسطة الدعامة آمن للغاية، قد يعاني عدد قليل من المرضى من تهيج أو تكسر الجلد الملامس للدعامة، يتم إخبار المرضى بالتوقف عن استخدام الدعامة عند أول علامة على حدوث أي تهيج، ثم يُطلب منهم العودة إلى عيادة الدكتور حيث يمكن تعديل الدعامة.
كما في العمليات الجراحية الواسعة الأخرى فإن علاج الصدر الجؤجؤي جراحياً ينطوي على بعض المخاطر، ففي حين أن عملية رافيتش وعملية رابسون آمنتان يمكن أن تحدث مضاعفات، بما في ذلك:
- استرواح صدر (تراكم الهواء أو الغاز في الحيز الجنبي المحيط بالرئة)
- نزف
- انصباب جنبي (سائل حول الرئة)
- التهاب تامور (التهاب حول القلب)
- إنتان
- انزياح الدعامة المعدنية
- عودة حدوث حالة صدر الحمامة