تعد عملية استئصال الرحم من الإجراءات الطبية الحساسة التي تلجأ إليها النساء لأسباب صحية متعددة، منها الأورام الليفية، والنزيف الشديد، وبعض الحالات السرطانية. مع التقدم الطبي والتكنولوجي، أصبحت هذه العملية أكثر أماناً وفعالية. في هذا السياق، تبرز تركيا كواحدة من الوجهات الرائدة على مستوى العالم لإجراء عملية استئصال الرحم، حيث تجمع بين الخبرات الطبية المتقدمة والمرافق الصحية الحديثة التي تضمن للمرضى أعلى مستويات الرعاية الطبية. يقدم هذا المقال نظرة شاملة على عملية استئصال الرحم في تركيا، مع التركيز على الأسباب التي تجعل من تركيا خياراً مميزاً لإجراء هذه العملية المهمة.
لمحة عن الرحم والجهاز التناسلي الأنثوي
يتكون الجهاز التناسلي الأنثوي من أعضاء خارجية وداخلية.
وظيفة الأعضاء الخارجية المساعدة على الجماع وتسهيل دخول نطاف الرجل إلى المهبل وعبره إلى عنق الرحم والرحم، كما تقوم بإفراز مواد مختلفة لمنع حدوث الإنتانات، وهذه الأعضاء هي:
- الشفران الكبيران
- الشفران الصغيران
- غدد بارثلون
- البظر
أما الأعضاء الداخلية فوظيفتها الحمل والإنجاب وإعطاء الأنثى صفاتها عبر إفراز الهرمونات المختلفة وتتألف من:
- المهبل
- الرحم
- قناتي فالوب
- المبيضين
إنَّ أكثر الأعضاء تعرضاً للأمراض هو الرحم حيث تُعاني آلاف النساء سنوياً من أمراض الرحم وتشكل اضطراباته حوالي 2-4% من الاضطرابات عند البشر.
إنَّ وظيفة الرحم هي من أهم الوظائف لاستمرار الحياة البشرية على وجه الأرض حيث يقوم بتوفير جو وحضن مناسب لنمو الجنين وتطوره قبل أن يقدر على العيش بمفرده خارج جسد الأم.
ماهي عملية إستئصال الرحم ولماذا تُجرى؟
عملية استئصال الرحم أو ما يُعرف ب Hysterectomy هي إجراء أو عملية جراحية لإزالة الرحم ويمكن أن تتضمن إزالة المبايض وأنبوبي فالوب والنسج المجاورة.
بعد هذه العملية لن تستطيع المرأة أن تحمل وتلد بأي شكل من الأشكال.
بعد هذه العملية لن تستطيع المرأة أن تحمل وتلد بأي شكل من الأشكال.
وتعد عملية إزالة الرحم ثاني أشيع عملية عند النساء بعد الولادة بالعملية القيصرية Cesarean Delivery، حيث تُجرى في تركيا حوالي 200 ألف عملية استئصال رحم في السنة الواحدة.
يوجد أسباب عديدة للقيام بهذه العملية ونذكر منها:
- نزيف مهبلي شديد ومجهول السبب ومعند على طرق العلاج التقليدية.
- ألم حوضي مزمن: ونلجأ لعملية استئصال الرحم كحل أخير لألم الحوض بعد استنفاد الحلول العلاجية الأخرى، حيث أن استئصال الرحم يعد خطوة كبيرة ويجب التأكد من عدم وجود أي حل آخر قبل القيام بها.
- الأورام العضلية الرحمية والأورام الليفية: وهي أورام حميدة تشيع بشكل كبير عند النساء في سن النشاط التناسلي، تعد عملية استئصال الرحم بسبب الورم الليفي الحل النهائي لهذه المشكلة لأنه في الغالب تنكس هذه الأورام وتعاود الظهور بعد العلاجات الأخرى.
- تدلي (هبوط) الرحم: يؤدي هبوط الرحم إلى مشاكل عدة وأهمها المشاكل البولية عند المريضة.
- الانتباذ البطاني الرحمي Endometriosis: وهو نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم وتجرى عملية استئصال الرحم في حال النكس المتكرر للحالة.
- سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي: وتشمل سرطانات الرحم، عنق الرحم، المبيض والمهبل.
هل هنالك بدائل لعملية استئصال الرحم؟
يختلف الأمر باختلاف السبب الذي دفع الطبيب للتفكير بعملية استئصال الرحم إضافةً لحالة المريضة وهل ترغب بالإنجاب أم أنها أخذت القرار بالتوقف عن الإنجاب، حيث أن إجراء عملية استئصال الرحم سيمنع المريضة من الإنجاب بشكلٍ نهائي ويمكن أن يدخلها في سن يأس مبكر (إذا كانت لم تدخل بسن اليأس بالفعل) في حال تم استئصال المبيضين أيضاً.
ففي حالة الأورام العضلية أو الليفية يمكن الانتظار والمراقبة حتى تتقلص وتذهب لوحدها بعد سن اليأس، كما يمكن إجراء عمليات جراحية أخرى طفيفة التوغل كاستئصال الأورام العضلية أو الليفية بالمنظار (إزالة الورم فقط) وعمليات أخرى كثيرة.
وفي حالة الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن يصف الطبيب أدوية هرمونية مختلفة تساعد على التخفيف من الحالة أو علاجها نهائياً كما يمكن أن يتم استئصال الانتباذ بشكل موضعي باستخدام المنظار.
وفي بعض الحالات يكون إجراء تمارين مختلفة لتقوية العضلات التي تثبت الرحم مفيداً، كتمارين كيغل Kegel exercises لتقوية العضلات الحوضية عند وجود تدلٍ للرحم.
لكن يبقى استئصال الرحم الكلي هو الخيار الأمثل والأقل نكساً ويناسب النساء اللواتي دخلن في سن اليأس، حيث تحمل العديد من العلاجات السابقة نسبة نكس عالية أو يمكن ألا تكون شافية بنسبة كافية.
يساعدك مركز بيمارستان الطبي على تحديد الطريقة العلاجية المثلى (سواءً كانت عملية إزالة الرحم أم غيرها) التي تناسب حالتك بناءً على آراء أفضل الأطباء وأمهرهم وإجراء العلاج المختار في أحدث المراكز الطبية في تركيا، فتواصل معنا لكي نرشدك لما يفيدك.
أنواع عملية استئصال الرحم
لعملية ازالة الرحم أنواع عدة بسبب اختلاف المسببات والعوامل المحيطة والحاجة لاستئصال الأعضاء المجاورة في بعض الحالات.
وهذه الأنواع هي:
- عملية استئصال الرحم الجزئي أو فوق العنقي: حيث يتم إزالة الرحم فقط والمحافظة على عنق الرحم.
- عملية استئصال الرحم الكلي: وفي هذه العملية يتم استئصال الرحم و إزالة عنق الرحم بالكامل.
- عملية استئصال الرحم الكلي (الكامل) مع إزالة المبيضين وأنبوبي فالوب.
- عملية استئصال الرحم الجذري: وفيه يتم استئصال الرحم، عنق الرحم، الجزء العلوي من المهبل والنسج والقعد اللمفية المجاورة، وفي الغالب يتم إزالة المبيضين وأنبوبي فالوب معهم، إن هذه الطريقة تستخدم غالباً كحل نهائي لعلاج السرطانات الخبيثة أو المتكررة.
كيف تجرى عملية استئصال الرحم؟
قبل الإجراء، يشرح الطبيب خطوات العملية الجراحية والمخاطر والاختلاطات التي يجب على المريضة توقعها ويمكن أن يطلب عينات من الدم والبول في بعض الحالات أو حتى أن يجري إيكو للحوض.
يوجد لعملية استئصال الرحم عدة مقاربات جراحية وفي الغالب يختار الطبيب الطريقة الأمثل بناءً على خبرته وحالة المريضة.
يمكن أن تجرى العملية تحت التخدير العام أو الموضعي حسب تفضيل المريضة.
ومن طرق استئصال الرحم في تركيا:
عملية استئصال الرحم عبر البطن
في هذه العملية يقوم الطبيب باستئصال الرحم عن طريق شق واسع في البطن.
يمكن للشق أن يكون أفقياً أو عامودياً ويكون حوالي ست إنشات، يجرى الشق العامودي من السرة إلى عظم العانة، أما الشق الأفقي فيجرى فوق خط شعر العانة.
في الغالب يُلجأ لهذه الطريقة في حال وجود سرطان أو عدة أورام ليفية أو إذا كان الرحم كبير جداً، كما نلجأ لها في وجود الالتصاقات التي تصعب من إجراء العمليات الأخرى.
مقارنةً بباقي الطرق فإن هذه الطريقة تعد الأكثر خطورةً واختلاطاً، فإنتان الجرح والنزيف والجلطات الدموية وتلف الأعصاب والأنسجة المجاورة تعد من أهم اختلاطات هذه العملية، كما تحتاج المريضة لعدة أيام في المشفى ريثما يُشفى الجرح بشكل كامل، ويحدث التعافي خلال ست أسابيع.
لكن تشبر الدراسات الحديثة أنه على الرغم من كثرة اختلاطات هذه العملية إلا أنها تبقى طريقة جراحية أساسية في الأدب الطبي على الرغم من تطور طرق أخرى.
عملية استئصال الرحم عبر المهبل
تعد عملية طفيفة التوغل، حيث لا يجرى أي شق في البطن إنما شق بسيط في المهبل ويجرى الاستئصال الرحمي عبره.
لا تستغرق العملية أكثر من ساعة ولا تبقى المريضة في المشفى أكثر من ليلة واحدة ويمكن أن تخرَّج في نفس اليوم.
تعد العملية المفضلة والأقل اختلاطاً والأسرع شفاءً ويحدث التعافي خلال أربع أسابيع.
عملية استئصال الرحم بالمنظار/بمساعدة الروبوت
يدخل الطبيب المنظار عبر أحد الشقوق الصغيرة المجراة كما يدخل أدوات طبية جراحية أخرى عبر الشقوق الأخرى ويتم استئصال الرحم كقطع صغيرة كل قطعة على حدة.
يجرى عادة أربع أو ثلاث شقوق ويدخل الطبيب المنظار من الشق القريب من سرة البطن.
يمكن أن يتم استئصال الرحم بالمنظار لكن عوضاً عن إخراج الرحم عبر الشقوق الجراحية يتم إخراج الرحم عبر المهبل وتدعى حينها العملية باسم استئصال الرحم بالمنظار عبر المهبل.
أما عملية استئصال الرحم بمساعدة الروبوت فيقوم الطبيب فيها باستخدام ذراع روبوتية للتحكم بالأدوات الجراحية حيث يزال الرحم والطبيب على شاشة الكمبيوتر يتحكم عن بعد بالأدوات الجراحية.
لم يشاهد أي فرق في النتائج الجراحية بين استخدام الروبوت للقيام بالعملية أو عدم استخدامه، لكن تأخذ العملية بمساعدة الروبوت وقت أطول من باقي الطرق.
للجراحة بالمنظار فوائد عدة ومنها تقليل الخطورة والوقت ومدة الشفاء ومدة البقاء في المشفى حيث يمكن للمريضة في غالب الأحيان العودة إلى المنزل في اليوم التالي للعملية.
كما في استئصال الرحم عبر المهبل تستغرق عملية الشفاء والتعافي التام من عملية استئصال الرحم بالمنظار حوالي أربعة أسابيع.
مضاعفات ومخاطر عملية استئصال الرحم
تعد عملية استئصال الرحم من العمليات الآمنة ذات المضاعفات القليلة، ولكن كأي عملية جراحية، فإن عملية استئصال الرحم (خاصة البطنية) تحمل مخاطر نذكر بعضها:
- التهاب أو إنتان الشقوق الجراحية.
- النزوف الشديدة خلال أو بعد عملية إزالة الرحم، أما النزف البسيط فهو أمر طبيعي.
- أذية في المسار البولي أو في الأمعاء المجاورة.
- مشاكل قلبية وتنفسية ناجمة عن التخدير.
كما نرى فإن اختلاطات عملية إزالة الرحم هي اختلاطات قد تظهر في أي عملية جراحية، وإن كثير من عمليات استئصال الرحم في تركيا أجريت بنجاح مع اختلاطات لا تكاد تذكر.
مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد
- ورم وخدر مكان شق العملية.
- ترهل البطن بسبب الشق الجراحي إذا كان من البطن.
- ظهور أعراض سن اليأس مبكراً إذا تم استئصال المبايض.
ما الذي علي توقعه بعد عمليه ازالة الرحم؟
تختلف النتائج المتوقعة باختلاف الجراحة المجراة، كما تتباين بشكل كبير تبعا لعمر المريضة وحالتها الصحية.
ففي حال تم استئصال المبيضين فإن السيدة سوف تدخل في سن يأس باكر وتتوقف الدورة الشهرية عندها، وستحدث تغيرات هرمونية كبيرة من الممكن أن تؤثر على حياتها ونفسيتها وحتى حياتها الجنسية.
في غالب الأحيان تعود المرأة لحياة جنسية طبيعية بعد عملية استئصال الرحم إلا أنه في بعض الأحيان قد تضطرب الحياة الجنسية وقد تدخل النساء في مرحلة اكتئاب لشعورهن بالنقص بعد إزالة الرحم.
يمكن أن تظهر مضاعفات أخرى كهجمات ارتفاع حرارة أو تعرق وضعف شهية، أو حتى إفرازات مهبلية لم تكن موجودة من قبل.
على المريضة مراجعة الطبيب في حال ظهرت هذه المضاعفات عليها، يمكن للطبيب حينها وصف بعض الأدوية المهدئة وتطمين المريضة ومساعدة الأهل على تفهم الأمر واستيعاب ما يجري مع المريضة.
المصادر:
