تعد تركيا وجهة رائدة في مجال الرعاية الصحية والعلاج الطبي، حيث تجمع بين الخبرات الطبية المتقدمة والتقنيات الحديثة بأسعار معقولة. يشكل علاج مرض الزهايمر العصبي والوقاية منه تحدياً كبيراً في الطب العصبي، وتعتبر تركيا من الدول التي حققت تقدماً ملحوظاً في هذا المجال. بفضل المراكز الطبية المتميزة والأطباء المتخصصين في الأمراض العصبية، يمكن للمرضى الاستفادة من مجموعة واسعة من الخيارات العلاجية التي تشمل العلاجات الدوائية والتدخلات الجراحية بالإضافة إلى برامج إعادة التأهيل والعناية الشخصية. تقدم هذه المقالة نظرة شاملة على أحدث التطورات في علاج مرض الزهايمر العصبي في تركيا، وكيف يمكن لهذه الإجراءات المبتكرة أن تساعد في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل الأعراض المصاحبة للمرض.
لمحة عن مرض الزهايمر
يعتبر مرض الزهايمر Alzheimer’s Disease مرض عصبي تنكسي مزمن مترقي، أي أنه يستمر طيلة حياة المصاب ويزداد سوءاً بمرور الوقت، يصيب غالباً كِبار السِن.
يحدث في هذا المرض تشكل بروتينات طافرة (من بروتين الأميلوئيد و من بروتين تاو) تحيط بالخلايا العصبية أو تكون داخلها، يؤدي ذلك لاضطراب وظائف الدِماغ بسبب قطع اتصالات هذه الخلايا ببعضها وحرمانها من القيام بالعمليات الأساسية اللازمة لنجاتها.
ينجم عن ذلك موت هذه العصبونات وخسارة نواقلها العصبية التي تنتجها، يحصل نقص في النواقل العصبية في المٌخ نتيجة لذلك مما يُؤدي لمرض الزهايمر العصبي، لذا يعتمد علاج مرض الزهايمر على تخفيف أعراض ألزهايمر.
يتم علاج مرض الزهايمر باستخدام أدوية تعمل على تثبيط أنزيم الكولين استيراز أو عبر أدوية أخرى تقوم بمعاكسة تأثير NMDA وهاتين هما المجموعتين الدوائيتين المستخدمتين اللتان سوف نفصل في الحديث عنهما.
تشخيص مرض الزهايمر
يتم التنبؤ بإصابة الأشخاص بمرض الزهايمر من خلال بعض الفحوصات أثناء مقابلة الطبيب، حيث يكشف المرض عند سؤال المَريض عن أين هو وما الوقت الآن.
يختبر أيضاً ذاكرته في الأمور حديثة التعلم (ذاكرة قصيرة الأمد)، والأمور الهامة التي حدثت خلال حياته (ذاكرة طويلة الأمد)، ثم قد يفحص صحته العامة من حرارة وضغط دم مع الوظائف في جميع الأجهزة الأخرى.
وهذا يبقى كله مجرد تنبؤ، إذ على الرغم من ذلك لا يمكن تشخيص مرض ألزهايمر حالياً إلا بعد وفاة المَريض وفحص دماغه تشريحياً وتحت المجهر.
يمكننا أحياناً الاعتماد على التصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي الذي يساعد كي نقترب من التشخيص بِشكل أفضل أثناء حياة المَريض من خلال شكل الدِماغ في الصور.
تظهر فيها التغيرات التي توضح فرط التخريب في الدِماغ ونقص المادة الدماغية وذلك في المَراحل المُتقدمة من الخَرف والزهايمر، هنا يكون علاج المرض لم يعد فعالاً ويجب العلاج بالطرق الحديثة الأكثر فعالية.
علاج الأعراض الثانوية لمرض الزهايمر
يوجد لمرض الزهايمر العديد من الأَعراض بجانب فقدان الذاكرة، من بعض هذه الأَعراض نذكر:
- الإكتئاب
- القلق والاضطرابات النفسية
- الغضب وسهولة إثارة أعصابه
- الهلوسات
- اضطراب النوم
يتم علاج هذه الأَعراض باستخدام بعض الأَدوية العرضية ونذكر منها:
- مضادات الاكتئاب
- مضادات الباركنسونية
- مضادات الصرع
- حالات القلق
- مضادات الذهان
- حاصرات بيتا
- الأجسام الضدية الموجهة للأميلوئيد
علاج المرحلة المبكرة من مرض الزهايمر
يكون المريض في البداية يعاني ضعف في الذاكرة والقدرة على التفكير، العلاج في هذه المَرحلة يمكن أن يوقف أو يؤخر ترقي المرض وبالتالي هو ضروري جداً.
يعتمد علاج مرض الزهايمر في المَرحلة المبكرة على التمارين الذهنية مع وصف مضادات أنزيم الكولين أستيراز، يعمل هذا الأنزيم على تحطيم الأستيل كولين في المشابك العصبية بعد تأديته لعمله (وهي عملية طبيعية).
علاج مرض الزهايمر المبكر باستخدام مثبطات أنزيم كولين استيراز
إن الأستيل كولين هو من النواقل العصبية الموجودة في الدماغ وهو مسؤول عن الانتباه والذاكرة، عند تموت خلايا عصبية في المخ بسبب الإحاطة بها بالبروتينات الطافرة ينقص هذا الناقل العصبي.
تعمل مُثبطات أنزيم الكولين استيراز على زيادة تراكيز الاستيل كولين في المخ عبر إيقاف تحطمه، نلاحظ فعالية عالية لهذه الأدوية في علاج مرض الزهايمر المبكر وتخفيف أعراضه الأساسية والثانوية (مثل الاكتئاب والانفعال).
من أدوية مُثبطات أنزيم الكولين استيراز الفعالة في العلاج لمرض ألزهايمر (الخرف):
- ريفاستيغمين Rivastigmine
- دونيبيزيل Donepezil
- غالانتامين Galantamine
بالرغم من الفائدة الكبيرة لعلاج مرض الزهايمر باستخدام مُثبطات أنزيم كولين استيراز (العلاجات الدوَائية) إلا أن دراسة كشفت لها بعض التأثيرات الجانبية التي قد يشعر بها الأشخاص (مرضى الزَهايمر) عند استخدامِ عقار منها وهي:
- الغثيان
- الإقياء
- الإسهال
- الدوخة والدوار
- بطء الحركة
- الإغماء
- الأذيات والرضوض بسبب الإغماء والوقوع أرضاً (مثل الكسور)
علاج مرض الزهايمر الباكر باستخدام التمارين الذهنية
يبدي النشاط العقلي المستمر نتائج واعدة في علاج مرضى الزهايمر من حيث تَخفيف سرعة ترقي المرض، حيث ينصح العديد من الأطباء المرضى ذوي خطر الإصابة بالمرض بإبقاء أدمغتهم نشطة.
يتم ذلك عبر ألغاز عقلية وألعاب تفكيرية مثل الكلمات المتقاطعة وغيرها، ويكون الهدف من هذا النشاط العقلي تحفيز مخ المَريض وجعله يحاول التفكير وتذكر الأشياء.
يجب على هذا النشاط أن يكون محمساً للمريض، أن ينسجم بالجو وأن يكون محباً للمنافسة فيه لكن يشترط بصرامة حفظ كرامة المَريض وأخذ بالحسبان قدرته العَقلية المتراجعة بسبب المرض وعدم إثارته أو إغضابه بسبب هذه الألعاب.
علاج مرض الزهايمر في مراحله المتقدمة
عند تقدم مرض الزهايمر وحدوث الأَعراض الأشد من مسيره يتم إلى خيارات جديدة في العلاج من ألزهايمر (الخرف) تكون أكثر فعالية.
لعلاج المراحل المأخرة من الزهايمر يوجد مجموعة دوائية جديدة تدعى قافلات مستقبلات NMDA، أو يمكن الاعتماد على عقار سابق الذكر لكن بجرعات أعلى وبطرق اعطاء مختلفة.
علاج مرض الزهايمر باستخدام دواء قافل لمستقبلات NMDA
تعتمد هذه الأدوية على تحسين نقل النواقل العصبية في الجهاز العصبي المركزي وإيقاف حدوث الضرر في الدماغ (تخرب خلايا المخ) وبالتالي العلاج عبر تَحسين أَعراض ألزهايمر.
يستخدم لعلاج مرضى الزهايمر في المَرحلة المتأخرة دواء ميمانتين Memantine وهو الدواءُ القافل للمستقبلات سابقة الذكر ويمكن إشراكه مع الأدوية المثبطة لأنزيم كولين استيراز لتحسين كفاءة العلاجات، (وذلك حسب هيئة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأميركية).
من أشهر هذه المشاركات الدوائية استخدام الميمانتين مع الدونيبيزيل، حيث كشفت دراسة فعالية هذه المشاركة في استقرار وعلاج مرض الزهايمر المتقدم.
من الأَعراض الجانبية لدواء ميمانتين نذكر:
- الدوخة والدوار
- الصداع
- النعاس
- الإمساك
- التخليط والارتباك
علاج مرض الزهايمر المتقدم باستخدام الريفاستيغمين
وهو من الأدوية المثبطة لأنزيم الكولين استيراز سابقة الذكر، لكن في الحالة المتطورة لمرض ألزهايمر يتم العلاج باستخدام لصاقات الريفاستيغمين Rivastigmine Patches الجلدية (من الأدوية المستخدمة عند تدهور حالة المَريض بالزهايمر).
تعمل هذه اللصاقات على تحرير الدواء الذي يتم امتصاصه بِشكل مستمر من قبل الجلد طيلة فترة وضع اللصاقة، وتكون جرعة ريفاستيغمين بالعلاج هنا بين 13.3-4.6 ملغ في اليوم (الجرعة اليومية).
أحدث تقنيات علاج مرض الزهايمر في تركيا
يتم علاج مرض الزهايمر في تركيا باستخدام التحفيز النبضي عبر الجمجمة TPS، تعتمد هذه الطريقة على تحفيز الخلايا العصبية في المخ وتنشيط المناطق العميقة من الدماغ عبر تطبيق أمواج فوق صوتية (إيكو متطور) على الرأس على عدة جلسات، أبدت هذه الطريقة نجاحاً واسعاً في علاج وتحسين أعراض مرضى الزهايمر. تطبق هذه الطريقة في مركز بيمارستان الطبي.
في هذه المَرحلة تواصل معنا لنقدم لك الدعم الذي تحتاجه لعلاج حالتك (مرض ألزهايمر)، حيث سنوفر لك أَفضل علاج في مستشفيات تركيا.
الوقاية من الزهايمر
ليس هنالك دليل مثبت على وقاية فعالة ضد مَرض الزهايمر لكن تبقى معاكسة عوامل الخطر (المؤدية لموت خلايا الدماغ بمرض أَلزهايمر) هي أهم سبل الوقاية من مرض الزهايمر أو تأخير تطوره.
على الرغم من ذلك يوجد أساليب للوقاية لمرض الزهايمر (الشيخوخة) حسب نتائج دراسة واعدة، ومنها ما يلي:
- إبقاء الدماغ نشيطاً: يجب علينا عدم ترك أدمغتنا بلا عمل، القراءة المستمرة والتعليم المستمر أساس الحياة الصحية، يجب أيضاً إعمال العقل ببعض الأحاجي والألغاز.
- تجنب التدخين: التدخين هو من عوامل الخطر المحدثة لمرض الزهايمر.
- عيش حياة صحية: وذلك من خلال تناول الطعام الصحي وخاصة الذي يحتوي على زيت الزيتون والسمك، يفضل أيضاً التعرض لأشعة الشمس المفيدة للحصول على فيتامين د.
- الحفاظ على حياة اجتماعية صحية: ويكون ذلك بالاجتماع بالأصدقاء والتبرع في المشاريع الخيرية بحيث يحس الشخص برضاه عن ذاته وبإنجازه بكونه عضو فاعل في المجتمع.
- ممارسة الرياضة: تفيد الرياضة في الكثير من الأمراض لذا إبقاء الجسم صحي أمر مهم للوقاية من المرض.
- النوم بشكل جيد: يعد السهر لساعات متأخرة وقلة النوم من أسباب مرض الزهايمر حسب دراسة على خلايا المخ عند مرضى الزهايمر.
سوف يؤمِّن مركز بيمارستان الطبي المشورة الطبية الصحيحة لك في العلاج من المرض، تواصل معنا لكي نرشدك إلى أمهر الأطباء وأفضل مستشفى في تركيا لعلاج حالتك الصحية.
المصادر: